تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
ما زلنا مع شذرات من ذكرى وفاة موحد البلاد الحسن الثاني رحمه الله.. بتاريخ 9 ربيع الثاني 1420 هجرية الموافق ل 23 يوليوز من سنة 1999 م بالرباط عن عمر يناهز السبعين عاماً، بعد فترة حكم دامت 38 عاماً..
وقلنا أنه تولى العرش سنة 1961 خلفا لوالده الراحل محمد الخامس. فكان ثاني الملوك بعد الاستقلال. وأنه بدأ باستكمال الوحدة الترابية للمملكة الشريفة.. حيث دخل في مفاوضات سياسية، انتهت باسترجاع مدينة سيدي إيفني في 30 يونيو 1969.. فكان تحريرها منطلقا لمواصلة عملية التحرير واستكمال استرجاع باقي الأطراف المغتصبة من تراب المملكة الشريفة..
وبنفس السياسة السلمية الحكيمة.. واصل الحسن الثاني إدراج ملف “الصحراء الغربية المغتصبة”.. لدى مجلس الأمن الدولي، للمطالبة باستقلال ما تبقى من أجزاء مغربية بالجنوب المغربي، والتي كانت ما تزال تحت الاحتلال الإسباني..
الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
وبتاريخ 16 أكتوبر 1975، أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي (جوابا على ملف وطلب المغرب) رأيا اعتبره الملك الحسن الثاني.. كاعتراف بالحقوق التاريخية للمغرب في الصحراء. هذا الحدث دفع الحسن الثاني مساء ذلك اليوم، إلى الإعلان عن تنظيم “المسيرة الخضراء” في 6 نونبر 1975 ..
وبذلك تكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية هذا الملك.. والتي أبدعت مبادرة رائدة في ملاحم التحرير بتنظيم مسيرة شعبية سلمية وحضارية.. وتمكن المغرب بذلك.. من تحقيق الوحدة الترابية للمملكة بأسلوب دبلوماسي وسلمي وعبقري..علاوة على أنه ساهم بشكل ناجع في إرساء السلم والأمن.. في المنطقة (بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا)
وهكذا، كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية.. يوم 28 فبراير 1976، ورفعت الراية المغربية في سماء العيون.. إيذانا بانتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية.. وبداية عهد الوحدة الترابية لبلادنا، من الشمال إلى الجنوب.. ومن طنجة إلى الكويرة.
الحسن الثاني إذا.. استحق وصف “موحد البلاد”.. على اعتبار أن في عهده، استرجعت المملكة المغربية كلا.. من سيدي إيفني عام 1969 والصحراء المغربية عام 1975 ووادي الذهب سنة 1979م.