تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
يخلد الشعب المغربي، يوم التاسع من شهر ربيع الثاني من كل عام.. ذكرى رحيل الملك الحسن الثاني.. مناسبة يقف فيها المغاربة بكل تقدير عند مسار ملك وقائد مؤثر طبع ببصماته التحولات الكبرى بالمغرب والمنطقة.. حيث عاشوا تحت رايته لمدة 38 سنة..
وقد توفي الحسن الثانيبتاريخ:9 ربيع الثاني 1420 هجرية الموافق ل 23 يوليوز من سنة 1999 م بالرباط، عن عمر يناهز السبعين عاماً.. بعد صراع طويل مع المرض.. وبعد فترة حكم دامت 38 عاماً، ليخلفه كما ينص القانون والأعراف بالمغرب من بعده ابنه الأكبر الأمير محمد السادس.. ودفن في ضريح محمد الخامس بالرباط حيث يرقد والده محمد الخامس وشقيقه مولاي عبد الله..
وُلد الملك الحسن الثاني في يوم 9 يوليوز 1929 ميلادية بالرباط.. وهو ابن الملك محمد الخامس والأميرة للا أمينة.. يعود نسبه إلى العترة النبوية الشريفة وآل بيت الرسول -عليه الصلاة والسلام .. اسمه: الحسن الثاني ابن الملك محمد الخامس ابن السلطان يوسف ابن السلطان الحسن ابن السلطان محمد.. ابن السلطان عبد الرحمن ابن هشام ابن محمد ابن عبدالله الملقّب بالخطيب ابن إسماعيل ابن الشريف العلوي علي ..
نفي الملك محمد الخامس إلي مدغشقر
وتم نفيه إلى مدغشقر، رفقة أبيه محمد الخامس.. سلطان المملكة المغربية تحت الحماية الفرنسية آنذاك عام 1953، ليشتعل المغرب كله منتفضا.. من أجل إرجاع السلطان إلى عرشه، وطرد فرنسا من المغرب وإنهاء عهد الحماية/الاحتلال الفرنسية للمملكة المغربية .. فلم يطُل الأمر حتى نال المغرب استقلاله عام 1956، بعد رجوع السلطان والأمير عام 1955م، رغما عن فرنسا، إلى الوطن الأم ليستمر الحكم السلطاني بالمملكة المغربية، كما كان الحال منذ 172 هجرية (788/789 ميلادية) .. ثم تولى العرش سنة 1961 خلفا لوالده الراحل محمد الخامس. فكان ثاني الملوك بعد الاستقلال.
وإذا وُسم ووُصف الملك محمد الخامس بأب الاستقلال .. فقد عُرف الملك الحسن الثاني بموحد البلاد حيث حقق المغرب في عهده الوحدة الترابية للمملكة الشريفة.
فقد شهدت فترة حكمه أحداثا سياسية تمثلت في استكمال الوحدة الترابية، التي بدأها أولا بالدخول في مفاوضات سياسية، انتهت باسترجاع مدينة سيدي إيفني في 30 يونيو 1969.
المدينة التي زارها فيما بعد، في 18 يونيو 1972 والذي ألقى بها خطابا تاريخيا قال فيه “…أرجو منكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة، أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة، أعاننا الله جميعا وسدد خطانا وأعانكم وألهمكم التوفيق والرشاد”.
وكان تحرير مدينة سيدي إفني منطلقا لمواصلة عملية التحرير واستكمال استرجاع باقي الأطراف المغتصبة من تراب المملكة الشريفة..
(يتبع)