تمغربيت:
الجيش الجزائري الفرنسي الانتماء والعقيدة، والذي يوسم بالجيش الوطني الشعبي.. رغم أنه لا وطني؛ فهو “تَرِّيكة وميراث” الجيش الفرنسي.. ولا شعبي بما أنه لم يتوانى في قتل ربع مليون جزائري بدم بارد، فمن أين جاءته الوطنية؟
هذا الجيش لا عقيدة له، فقد انهزم أمام القوات المسلحة الملكية المغربية أكثر من 3 مرات في فترات ومناسبات ومعارك عدة منذ 1963.. ولم يشارك أبدا في حرب خارج حدوده، وربح معركة واحدة، كانت للأسف ضد الجزائريين المدنيين العزل، على إثر انتصار “الفيس FIS” الإسلامي، في الانتخابات التشريعية ..
أعضاء الجيش الجزائري
وأعضاء هذا الجيش، ومنذ 1962 وهم ينقلبون على بعضهم البعض، فيقتلون وينقلبون ويسجنون أو ينفون بعضهم البعض.. والشعب المبردع مع “من أصبح” أي مع المنتصر الذي يظهر صباحا بعد معركة الليلة..
أعضاء هذا الجيش بين قتيل بمعنى مغدور به.. أو سجين (مثلا بوضياف) أو منفي (مثلا آيت أحمد) أو مقتول (مثلا عبان رمضان خيضر وكريم بلقاسم والقايد/الكايد صالح).. في صراع دائم على السلطة بين الأجنحة.. نعيد ونكرر منذ بن بلا وليس اليوم فقط..
جنرالات من أغنياء الجزائر
لكن المشترك الوحيد بين أعضاء هذه العصابة العسكرية؛ هو كونهم كلهم أغنياء فاحشي الغنى والثراء .. كونهم طبعا كلهم فاسدون .. وإلا: فمن أين لهم كل هذا؟
الذكي بين هؤلاء، هو من يتمكن من النفاذ بجلده قبل السجن أو النفي أو القتل حتى لو أعطيت له ضمانات تَوَلي رئاسة أركان الجيش لكي يصبح “ربّ دزاير”.. وأمثال هؤلاء قليل .. فالذكاء “عمرو ماكان” جزائريا ..
الكلام عام يشملهم جميعا، والمعنى تحديدا على الجنرال الجزائري السابق لحبيب شنتوف.. قائد المنطقة العسكرية الأولى بالبليدة (قرب العاصمة .. ردّ بالك .. منطقة استراتيجية بامتياز) .. جنرال عمل في عهد الكايد صالح وكان مرشحا لشغر مكانه.. بمعنى (كان ليكون هو مكان) شنقريحة اليوم .. ومع ذلك هذا “لحبيب” من الأذكياء القلائل في بلد الأغبياء.. إذ بعدما مات غدرا أو قتل أحمد القايد صالح .. وانقلب الجناح الغالب؛ فأصبح جناح شنقريحة هو “من أصبح” ومن غلب .. (2019)..
وما إن صدر أمر باعتقاله بتهم جاهزة طبعا، حتى فر وهرب إلى بلجيكا، قادما إليها من فرنسا، حيث كان يتواجد هناك للعلاج..
الجنرال يعيش بين إسبانيا وفرنسا، ومستقر مع أسرته بإسبانيا، بضمانات السلطات والمخابرات الإسبانية، مقابل ما سلمه لإسبانيا من ملفات حساسة جدا جدا جدا.. وهكذا هم كبار أعضاء الجيش اللا وطني واللا شعبي بطبيعة الحال..
الجنرال وأسرته يعيشون في نعيم وفوق إمبراطورية من الاستثمارات والشركات والفيلات ، في كل من أليكانتي ومالاقا وفالينسيا إلخ ..
هذا مثل واحد .. والحقيقة أنهم متشابهون في الفساد ومص خزينة الدولة عبر صفقات السلاح المشبوهة والاتجار في المخدرات وووو كلهم أغنياء فاحشي الغنى .. كلهم يمتلكون أرصدة خيالية في إسبانيا أو فرنسا أو الإمارات أو قطر أو سويسرا أو أمريكا اللاتينية إلخ.. والزَّوالي المبردع هو الوحيد المزلوط الذي يتعايش مع الطوابير منذ عقود وهو يصيح: “عاش عمي تبون.. عاش شنقريحة.. عاشت البوليساريو” ..