تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
في الوقت الذي كانت تنطلق فيه الطائرات العسكرية المغربية.. بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، في اتجاه العريش بمصر العربية.. وعلى متنهما مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين. وفي الوقت الذي ينتظر المغرب الإذن له بإدخال المستشفى الميداني العسكري لغزة كما اعتاد فعله منذ سنين ..
وفي الوقت الذي كان يطير فيه وزير الخارجية المغربي السيد بوريطة بين قطر وأبوظبي ومصر ويهاتف بلينكن ويترأس القمة الوزارية العربية بالقاهرة حول حرب غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووو.. كانت الجزائر تمنع تضامن الشعب سلميا مع أهل غزة.. وكانت الشرطة تقمع كل تظاهرة صغيرة بوحشية لا مثيل لها.. وكان “فخامتُهُ” رئيس جمهورية الشعارات الخاوية، مختبئا لم يظهر حتى عبر التلفاز في مسرحيته الهزلية الشهرية لكي لا يُحرَج بأسئلة حول فلسطين وما يجري فيها من تقتيل وحشي.. وكانت الجزائر تملئ باخرة إسرائيلية لنقل الغاز الجزائري في اتجاه إسرائيل دعما لإسرائيل في حربها على غزة وتقتيل أبرياء غزة ..
وقت الحسم يقترب
أكثر من هذا ..
فعلى بُعد أيام قليلة جدا من اجتماع مجلس الأمن الدولي بخصوص ملف الصحراء الغربية المغربية، والذي سيكون صدمة للجزائر وصنيعتها، خصوصا بعد خروج تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الصادم للجزائر والمؤيد للطرح المغربي.. سارع وزير الخارجية الجزائري عطاف إلى لقاء السيد غوتيريس، لِأن يأخذ معه صورة وسيلفي كعادة “الدبلوماسية الجزائرية للفنون الفوتوغرافية” كما اتصل “فخامتُهُ” بالأمين العام للمنظمة أيضا.. طبعا طبعا للحديث حول ملف الصحراء الغربية المغربية، والتي حسم فيها غوتيريس تقريره كما قلنا لصالح المغرب..
فالجزائر تتحرك كما نرى على المستوى الأممي وغيره (بخارجيتها وثقلها الرئاسي شخصيا وفعليا) من أجل ملف “واحد أحد لا شريك له”: وهو ملف الصحراء ومعاداة المملكة الشريفة.. أما فلسطين فهي للمتاجرة ليس إلا .. هي لتضبيع القطيع الداخلي .. هي لصنع أمجاد لا يمتلكها الجيش الجزائري سليل الجيش الفرنسي ..
وما أجمل وأعمق ما جاء على لسان “الكهل والمُعَمر” صالح قوجيل (92 عاما ما شاء الله) رئيس مجلس الأمة وهو يستقبل سفير فرنسا (ووزير الداخلية الفرنسي في الجزائر بالمناسبة).. حيث أكد.. نعم أكد وليس أشار أو قال فقط.. “أكد على تطابق مواقف الجزائر وفرنسا بخصوص الأوضاع الخطيرة في غزة”.. وموقف فرنسا طبعا جاء على لسان ماكرون أمس بتل أبيب وهو “الدعم الكامل لإسرائيل” كما أرسلت فرنسا قبل أمس حاملة المروحيات إلى سواحل غزة دعما لإسرائيل.. “برافو” للجزائر وقوفها مع إسرائيل “ظالمة أو مظلومة”..
وعاشت المملكة المغربية بصحرائها .. وعاشت فلسطين آملين في القريب العاجل، قيام دولة لها في إطار حل الدولتين.. ولا عاشت فرنسا شمال المتوسط ولا عاشت فرنسا جنوب المتوسط (دزاير)..