تمغربيت:
وأخيرا تخرج أخبار وأسرار من جزائر الغرائب والعجائب، تتعلق بزيارة ماكرون السنة الماضية للجزائر وتداعياتها..
فقد ذكرت” مغرب أنتليجنس Maghreb Intelligence” أمورا غريبة لم تحدث سوى في البلدان الشيوعية زمن الاتحاد السوفييتي.. ذلك أن السلطات الجزائرية أمرت بإغلاق “فندق ليبيرتي Hôtel Liberté ” المتواجد بوهران و3 فنادق بنفس المدينة ترجع لنفس المجموعة التي يملكها رجل الأعمال “محمد عفان”.
وقد تم هذا الإغلاق التعسفي في 13 شتنبر 2022 بعد 17 يوما فقط من قيام رئيس “فرنسا والجزائر” إمانويل ماكرون، بالعشاء في مطعم هذا الفندق (26 غشت).. بدعوة من كمال داود: الكاتب الفرانكفوني الحائز على “جائزة كونكور Goncourt prix” عن “روايته Meursault, contre-enquête” .. وجائزة فرانسوا مورياك .. وجائزة القارات الخمس للفرانكوفونية..
هذه هي شبه الدولة التي ما زالت تعيش زمن الحرب الباردة، حيث عاقبت المستثمر الجزائري صاحب الفنادق والمطاعم، بإغلاق جميع استثماراته، لا لشيئء سوى، أن الرئيس ماكرون لبى دعوة عشاء حميمية تلقاها من شخصية معروفة.. شخصية سبق لها أن التقت “فخامة تبون” من قبل..
الكاتب الروائي منذ ذلك التاريخ، أي قبل 14 شهرا، وهو يتعرض لضغوط شديدة، من طرف مخابرات عبلة من جهة، وصحافة العسكر من جهة أخرى.. مما اضطره أخيرا إلى مغادرة الجزائر “الجديدة” للعيش في فرنسا الأم مع أسرته الصغيرة. خصوصا بعد نشره لمقال وصف فيه الحالة الجزائرية بالقول: “ليس ثمة مخرج: الله أمامنا وفرنسا وراءنا. الربيع العربي على اليسار والعشرية السوداء على اليمين”.
كمال داود نشر مؤخرا أيضا، مقالا بمجلة “لوبوان” الفرنسية تحت عنوان “هزيمة القضية الفلسطينية”.. يصف فيها هجوم حركة “حماس” الأخير على إسرائيل بأنه “معاداة وكره لليهود”.. مما جاء فيه: “ماذا بقي اليوم من القضية الفلسطينية التي هزت شباب ما يسمى بالعالم العربي لمدة قرن تقريبا؟ صور الغارات التي تشنها كتائب حماس في إسرائيل لا تقدم نصرا.. كما يهتف العالم العربي، بل هزيمة مدوية أشرطة الفيديو هذه التي تظهر مدنيين مقيدين، ونساء مختطفات، وأطفال مسجونين، وكبار السن يتجولون مثل غنائم الحرب، يتم الترحيب بها الآن في الشارع العربي، ليس كحلقة من حلقات إنهاء الاستعمار، ولكن لتأكيد ولادة مسيحانية معادية لليهود”.
هذه هي صورة الجزائر الجديدة، آخر نموذج لجزائر العسكر.. جزائر اللاءات (لالالا) : لا حرية تعبير ولا ديمقراطية .. لا حقوق إنسان ولا كرامة .. لا بريكس ولا ستاربوكس .. ولا عدس ولا لوبيا .. جزائر بلا هبة ولا وزن ولا مواقف سياسية ..