تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
انتهت حماس من عمليتها ولم نعد نسمع شيئا عنها، تاركة أهل غزة بين القصف الهمجي الإسرائيلي والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم كلاجئين خارج غزة.. وأمرت إيران بهذه العملية وفقا لأجندتها الإقليمية الخاصة بها وبصراع الهيمنة على المنطقة بينها وبين السعودية، ثم رجوعها إلى الخلف للطنطنة بالشعارات فقط.. وانفضح أمر دول “الممانعة والمماتعة والميوعة السياسية” من إيران وسوريا والجزائر.. حيث لم يقدموا في هذه الحرب القذرة على أهل غزة أي دعم إعلامي أو سياسي أو إنساني..
في هذه اللحظة كانت الدول الغربية من جهة تدعم إسرائيل إعلاميا وعسكريا في حربها ضد حماس من جهة.. كما تدعم (نفاقا) المساعي لفتح معبر رفح وتقديم المساعدات لأهل غزة، في إشارة واضحة لتفريقهم بين الفلسطينيين وحماس..
وكانت الدول “المطبعة” تقوم بمساعي حثيثة لحلحلة الوضع، فتوجت مجهوداتها بتنظيم القاهرة ل “قمة القاهرة للسلام” والتي ضمت 30 دولة ومنظمة فاعلة (مستثنية الدول بدون وزن مثل الجزائر)، فكانت أولى النتائج على الأرض: فتح معبر رفح للتمكن من إدخال المساعدات الطبية والإنسانية والغذائية لغزة..
في هذا السياق، دخلت أولى المساعدات الإنسانية السبت إلى القطاع عبر مصر، منذ 7 أكتوبر، يوم الانزلاق نحو الحرب الحالية المدمرة.
وتضمنت القافلة 20 شاحنة محملة بأدوية ومستلزمات طبية وكمية من المواد الغذائية، على أن تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” توزيعها.
والجدير بالذكر أن وكالة “أونروا” تقوم بتفتيش قوافل الشاحنات كلها، كما يقوم الجيش الإسرائيلي بتفتيشها هو الآخر بدقة، لدواع أمنية.
كما استمر أول أمس الأحد، دخول قافلة ثانية تضم 17 شاحنة من المساعدات، عبر معبر رفح؛ 3 شاحنات منها تعود للهلال الأحمر المصري.
اليوم الإثنين أيضا تمت الدفعة الثالثة من قوافل المساعدات لغزة تضم 20 شاحنة .. في انتظار عبور 170شاحنة متواجدة أمام معبر رفح تنتظر العبور إلى داخل غزة.
الجزائر تزود إسرائيل بالغاز
هنا يظهر الفرق الشاسع بين من مساعي الدول العربية، قدر المستطاع، الذي يفرضه الواقع الموضوعي، وموازين القوى، ووو .. وبين من ليس لديه من رأسمال سوى الشعارات الفارغة، لكنه صفر على الشمال واقعيا وموضوعيا..
بل أكثر وأخطر من هذا .. فقد تبين أن مصر “المطبعة” والأردن “المطبعة” رفضتا تزويد إسرائيل في حالة حربها الهمجي على أهالي غزة بالغاز.. بينما لم تكتف الجزائر “المطبعة تحت الطاولة” بتصديرها للغاز الجزائري باتجاه إسرائيل، منذ 2014 .. بل هي الآن في عز قصف غزة وأهل غزة، تزود إسرائيل بالغاز في دعم لوجيستي فاضح وخبيث.. بينما ترسل ملايين “زالمة أو مزلومة” لأهل غزة تضامنا معهم وحزنا على مأساتهم..