تمغربيت:
بقلم الأستاذة فتيحة شاطر
كم روج الجزائريون أن المغرب يوقع صفقات سياسية مشبوهة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل في مقابل دعم ملف الصحراء.. وكم راهنوا على تغيير في إدارة ترامب وحكومة سانشيز، لتغيير قراراتها واعترافها بمغربية الصحراء ووو. لكن دون جدوى..
هذه القرارات كانت “استراتيجية” بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية أو مع ألمانيا أو إسبانيا وإسرائيل وغيرها من الدول الصديقة والحليفة للمغرب.
وهذه حقيقة تغيب عن المغيبين في بلاد هوووك.. فإذا كان المغرب يرمي إلى دعم قضاياه وعلى رأسها الصحراء المغربية سياسيا، وهذا من حقه.. فإنه ذو سيادة في ملفات إقليمية ودولية أخرى، لا يمكن أن يساوم عليها بملف الصحراء..
كما يغيب عنهم أيضا أن المغرب انتهى من ملف الصحراء “كملف استعمار منذ 1975”.. وأما مجاراته لهذا الملف منذ 48 سنة، في أروقة الأمم المتحدة، فلا تعدو مجاراة من الناحية السياسية والإقليمية لا غير.
وإعادة علاقة المغرب بإسرائيل أمر اقتضته المعادلات الاستراتيجية الإقليمية، مع الحفاظ على دعم القضية الفلسطينية: فلجنة القدس ما زال الملك محمد السادس هو من يترأسها وما زالت تقوم بنفس الأعمال المنوطة بها بل أكثر..
وفي أحداث غزة المؤلمة التي تدرو الآن، أخلى المكتب الإسرائيلي موظفيه من الرباط.. ومن القاهرة أيضا ومن دول يقال عنها “مطبعة” في إشارة واضحة أن هذه الدول بما فيهم المغرب لا يساوم بعلاقاته، مقابل دعم القضية الفلسطينية ..
وفي أحداث غزة أيضا، ندد المغرب صراحة بالهمجية الإسرائيلية ودعا إلى استمرار عملية السلام التي أوقفتها إسرائيل.. على اعتبار أنها هي مفتاح السلام بين إسرائيل وفلسطين وقيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل في إطار حل الدولتين..
بينما الجزائر التي تروج لهذه الأفكار البئيسة ،هي من لم تفعل شيئا يذكر لفائدة غزة، ولم تستطع أن تخرج ببلاغ ضد إسرائيل، ومنعت التظاهر تضامنا مع فلطسين.. بل الأخطر من كل هذا، هي من تدعم إسرائيل الآن، وغزة تقصف، بالغاز الجزائري.. في تطبيع بئيس موجود تحت الطاولة ..