تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
لاشك أن ما يجري في غزة، جاء مفاجئا حيث لم تسبقه سياقات مباشرة واضحة دعت إلى وقوعه.. ونعني به وقوع حماس في مصيدة استراتيجية إقليمية لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا جمل.. وكأنها حرب بالوكالة دفاعا على أجندة إيرانية واضحة في المنطقة لمحاصرة السعودية في توجهها الجديد، من خلال تحالفها الثلاثي السعودي الأمريكي الإسرائيلي، والذي من شأنه قلب موازين القوى بالمنطقة لصالح السعودية..
كما كان مفاجئا من ناحية انتقال صراع حماس-إسرائيل من عمليات محدودة إلى حرب لا تبقي ولا تذر، حرب واسعة وطويلة وأهدافها كارثية بالنسبة للقضية الفلسطينية.
في هذا السياق كان للأمير تركي الفيصل كلمة لخص فيها كل شيء تقريبا في عبارات قليلة عملا بقاعدة “أفضل الكلام ما قل ودل”..
من هو تركي الفيصل
شغل الأمير تركي الفيصل مناصب مهمة في الحكومة السعودية، منها: – رئيس الاستخبارات العامة السعودية (1977-2001).. وسفير المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة (2001-2005) – وسفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية (2005-2007).. ثم رئيسا لمجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الموجود في الرياض.
كما أنه مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وهي مؤسسة خيرية تدعم التعليم والبحث والتنمية في المملكة العربية السعودية والعالم.
الأمير تركي الفيصل شخصية مؤثرة في العالم العربي والإسلامي، وهو يحظى باحترام كبير من قبل العديد من الزعماء والمسؤولين حول العالم.
كلمة الأمير تمحورت حول محاور: أولها حول الحل العسكري والسلمي للقضية الفلسطينية.. ثانيا رفض ضرب حماس للمدنيين.. ثالثا رفض انتقام إسرائيل من المدنيين أيضا.. رابعا إدانة النفاق الغربي والكيل بمكيالين.. خامسا وأخيرا أن المدنيين هم الخاسر الأكبر في هذا كله.
كلمة الأمير تركي الفيصل
قال الأمير تركي الفيصل في كلمته:
“أنا لا أدعم الحل العسكري في فلسطين.. أفضل حلا آخر.. العصيان المدني الذي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند.. والإمبراطورية السوفياتية في شرق أوربا.. لإسرائيل تفوق عسكري هائل.. ونرى أمام أعيننا الدمار وبلا اكتراث الذي تجلبه لغزة “
” أدين بشكل قاطع استهداف حماس للأهداف المدنية من أي سن أو جنس – كما يتم اتهامها – .. وأدين أيضا حماس لمنحها أرضية أخلاقية عليا لحكومة إسرائيل – المنبوذة عالميا – حتى من نصف الشعب الإسرائيلي باعتبارها فاشية وخبيثة ومكروهة.. ثم أدين حماس لإعطاء هذه الحكومة الشنيعة العذر لتطهير غزة عرقيا من مواطنيها وقصفهم دون اكتراث “
“إنني أدين حماس لتخريبها محاولة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.. “ولكنني أدين بالمثل القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة ومحاولة إجبارهم على دخول سيناء.. إنني أدين عمليات القتل الإسرائيلية المستهدفة والاعتقال العشوائي للأطفال الفلسطينيين، أطفالا ونساء ورجالا في الضفة الغربية.. رد الأذى لا يكون بالأذى”.
“إنني أدين الساسة الغربيين الذين يذرفون الدموع عندما يُقتَل الإسرائيليون على يد الفلسطينيين، لكنهم يرفضون حتى التعبير عن حزنهم عندما يقتل الإسرائيليون الفلسطينيين ..”
“لا يوجد أبطال في هذا الصراع سوى الضحايا”