تمغربيت:
لا يجادل مغربي في عدالة القضية الفلسطينية والتي رفعها المغرب إلى مصاف القضية الوطنية.. ولا يزايد أحد على الدور الذي قام به المغرب من أجل القضية.. بل وإن المملكة تخلت عن مطالبها الترابية (موريتانيا) من أجل إنجاح الاجتماع التأسيسي لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
تجار أحداث غزة
غير أن بعض المؤدلجين، والذين يقتاتون على الجثث ويتاجرون في القضايا.. وجدوا في أحداث غزة الأخيرة مناسبة للضرب في المغرب والمغاربة.. شعبا ومؤسسات، وكأن هذا البلد الأمين هو المسؤول عن نكبة 1948 ونكسة 1967.
هؤلاء القوم من أصحاب نظريات الخلافة والخرافة.. يجيدون الكمون والانصهار ولبس لبوس الوطنية ورداء الملكية.. حتى إذا ما جاءت الفرصة كشروا عن أنياب الفوضى واستلوا سيوف التخوين والفرقة وبدؤوا ينفثون سمومهم بين مكونات الدولة المغربية.. من خلال التحريض المبطن والتبخيس الخبيث لرموز الدولة.
ينتصرون للشعوب على حساب المؤسسات وينقصون من الرموز من خلال تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.. ولا يهمهم في ذلك لا غزة ولا القدس، بل ويتمنون استمرار الصراع ويفرحون مع سقوط الشهداء ليرقصوا فوق الجثث ويلعبوا فوق الأشلاء.
إن هؤلاء الخونة المتأخونين لا يهمهم الوطن لأنه بالنسبة لهم مجرد حفنة من تراب عفن.. ولا يهمهم ولي الأمر لأنهم يرون أنفسهم أحق بالحكم منه ولا ينظرون إلى الشعوب إلا باعتبارها حطبا لمشروعهم الانقلابي.
يقتاتون على الفوضى ويتمنون الخراب.. لأنهم أداة هدم وظيفية كانت ولا تزال في أيدي قوى لها معنا عداء تاريخي ولا تزال تحلم بانفراط عقد الخلافة في الغرب الإسلامي.
نعم لحل الدولتين.. نعم لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، ونعم لحق العودة.. ولا وألف لا لمن أراد استغلال الأحداث لنقل الخراب من مضارب غزة إلى شوارع الرباط.