تمغربيت:
بقلم الأستاذ حسن الشلال
هي العولمة؛ بإيجابياتها وسلبياتها، تجعل من أي حدث ومع أي حدث.. صورا متعددة إلى حد تغيير شكله وملامحه وطبيعته وهويته إلخ
ولنأخذ مثلا قريبا منا، في الزمان والمكان ؛ منطقة الحوز، حيث وقعت الفاجعة مكانا، وشهر بعدها زمانا..
عودة السياحة إلى إقليم الحوز
الحياة رجعت كما كانت سابقا، والسياح يتدفقون بشكل عادي حاليا، بل بشكل مطرد..
إلا أن سياحة ما بعد الزلزال جلبت معها أمورا، يراها أهل الحوز، شيئا ما مبالغا فيها أحيانا، أو “غير مناسبة”. فبقدر ترحيب أهل الحوز بالسياح لأن المنطقة أصلا تعيش على السياحة وأهلها كرماء، ودودون ومتعايشون مع الأجانب بشكل ممتاز.
إلا أن الفضول الذي يثيره السياح حاليا والتساؤلات والصور والسيلفيات التي يقومون بها (بدون سوء نية أو بشكل عفوي: فطبيعة الإنسان أنه فضولي) تثير غضب أو انتقاد بعض الأهالي هناك.
فالناس بدؤوا يسأمون من اعتبارهم موضوعا للصور والفضول، وأصبحوا ينزعجون من هذه السلوكيات الغير مناسبة.. والغير اللائقة في نهاية الأمر، حسب تعبير بعضهم.
ومما يزيد الطين بلة.. وهي ذي العولمة شئنا أم أبينا تفرض علينا منظورها الجديد لعالمنا بأسلوبها .. هو تبني بعض وكالات الأسفار إدراج “زيارة للحوز أو لنقل زيارة لضحايا أو ما تبقى بعد زلزال الحوز” ضمن برامجها السياحية.. وهو ما يعتبره أهالي الحوز إساءة لهم، فهم ليسوا ديكورا أو آثارا أو اكتشافا حتى يتم برمجة زيارات لمناطقهم ضمن مدار سياحي ربحي.
نتمنى أن رسالتنا تصل إلى من يهمهم الأمر من المهتمين بالشأن السياحي.. احتراما للمتضررين من آثار الفاجعة.. فيكونوا أكثر إنسانية وأخلاقا، فالناس هناك يعيشون أقرب إلى الفطرة، بعيدا عن سلبيات العولمة.