تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
كلما توالت الأحداث، كلما انفضح نفاق العسكر الجزائري، وانفضح ضعفه الدبلوماسي والمخابراتي.. وتعرى وجهها الحقيقي الجبان والمنافق..
في الأسبوع الماضي، تسببت “قنبلة مفَجِّرة” على شكل معلومات حساسة، تلقتها الأوساط العسكرية الحاكمة بالنيجر، أثارت غضبا شديدا تجاه نظام العسكر بالجزائر. معلومات في غاية الحساسية تم التقاطها من خلال تسجيل هاتفي سري للغاية، بين إمانويل ماكرون والرئيس تبون.
وقد تمحورت المناقشات بينهما بشكل رئيسي –حسب التسريبات- حول الأزمة النيجيرية بعد الانقلاب.. والمقاربة والأسلوب الجزائري الذي اقترحه عسكر الجزائر على عسكر النيجر، لإدارة (soit disant) فترة انتقالية مدتها 6 أشهر بتواجد الانقلابيين في السلطة خلال هذه المدة إلخ.. وذلك لنزع فتيل الأزمة.
لكن التسريبات تقول أن الرئيس الجزائري أدلى بتصريحات سلبية للغاية ومنتقدة جدا، ضد العسكر الذين استولوا على السلطة في نيامي.
طبعا المخابرات الجزائرية مثلها مثل العديد من الأجهزة المخابراتية الأخرى، كانت على اتصال بالمقربين من السلطات العليا.. والسؤال هنا يفرض نفسه: من سرب المكالمة السرية أو فحواها ومضمونها؟ هل هي المخابرات الجزائرية نفسها، أم عناصر منها؟ وبالتالي يمكننا القول أن تعدد الأجنحة العسكرية داخل السلطة بالجزائر والصدام فيما بينها، ممتد إلى جهاز المخابرات أيضا وإلى مؤسسات الدولة المدنية أيضا !
هذه القنبلة المفجرة خلقت وضعا غير مسبوق من التوتر والعداء الغير المعلن بين عسكر نيامي وعسكر الجزائر.. هذا الأخير ظهر بمظهر المنافق الذي يبطن مالا يظهر وتسبب للدبلوماسية الجزائرية بحرج كبير أمام العالم – عسى العالم يعرف مع من حشرنا الله في الجوار- وبالتالي أصبحت قنوات الحوار التي أقامتها المخابرات الجزائرية شبه موقوفة.
وإن لم تكن مخابرات عبلة هي من سربت المعلومات الحساسة، فالأكيد أن المصلحة في هكذا تسريبات تشير إلى المخابرات الفرنسية التي تريد خيار شلّ الوضع في النيجر وليس خيار التهدئة.
الأخبار تشير أن تحقيقات فتحت داخل المخابرات الجزائرية والمؤسسة العسكرية الجزائرية .. تحقيقات تأتي في ظل صراع شديد بين الأجنحة أدى ببعض الجنرالات إلى السجن وهربِ عدد آخر عبر قوارب الموت إلى أوربا.. وبالتالي هي فرصة لإلصاق التهم هنا وهناك، قُبَيل الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024. وهي التي ستحسم أي الأجنحة سيكون الرابح؟
الوضع في النيجر يقلق العسكر الجزائري
الجزائر مشغولة منذ أكثر من شهر وخصوصا هذا الأسبوع بالوضع النيجيري، ولا كلام يعلو في إعلامها على الوضع في النيجر.. حتى وغزة تحترق ؟ نعم النيجر أولا.. وفلسطين من بعد ! كما هو الحال ديما في الجزائر: الصحراء الغربية أولا وتقرير المصير أولا والمروك أولا… وفلسطين من بعد !
الجميع مذهول أمام الصمت المدقع في قصر المرادية إزاء ما يقع في غزة.. الكل يتسائل أين البديل الجزائري الذي يقابل “التطبيع”؟ لا بديل.. أين هو الموقف الذي يعكس الشعار الجزائري “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”؟ لا مواقف .. أين هو وزن “القوة الضاربة” في المنطقة؟ لا وزن ولا هبة كما وصفها لافروف ..
طيب .. النفاق والجبن والعار الذي ظهرت به الجزائر الآن توضَّح للجميع .. لكن لكن .. على الأقل ومن باب “أضعف الإيمان” كان على العسكر أن أن يسمحوا، مجرد السماح للشعب الجزائري ليتظاهر تضامنا مع فلسطين .. كما هو الحال في الدول “المطبعة”؛ كلها سمحت لشعوبها بالتعبير عبر تظاهرات عن تضامنها معا لغزاويين ( مصر والمغرب والأردن وووو بل حتى في إنجلترا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ووو) ..
فإلى متى هذا الجبن وهذا النفاق يا عسكر الجزائر .. لقد انفضح أمركم في إفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربي ..