تمغربيت:
شهر بعد زلزال الحوز الذي ضرب 5 أقاليم بالمملكة المغربية، ضمنها إقليم مراكش.. وها هي اليوم مدينة مراكش تحتضن أكبر اجتماعات سنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري.
وهذا يدل على مدى نجاعة وسرعة وقوة تدخل جميع مؤسسات الدولة والحكومة والمجتمع المدني لمواجهة آثار الزلال. كما يدل على الثقة العالية التي توليها المنظمات الدولية في المملكة المغربية ومدى قدرتها على تنظيم التظاهرات الكبرى ذات البعد الدولي والمهرجانات والقمم والمؤتمرات، بالجودة العالية مع احترام التزامات المملكة لجميع الأمور المتعلقة بالتنظيم أو حسن الاستقبال أو الأمن إلخ.
فعلى المستوى الأمني، ينهج المغرب استراتيجية خاصة لمواكبة أمنية مندمجة تروم وضع مخطط عمل وتخطيط دقيق تتم من خلاله دراسة كل التفاصيل بشكل مستفيض ودقيق .. ومن ثمّ الخروج ببروتوكول أمني شامل عبارة عن خارطة طريق ميدانية.
بروتوكول أمني محكم بمدينة مراكش
هذا البروتوكول الأمني.. يضع تقسيما عملياتيا للوحدات والفرق الشرطية والمركبات بمختلف أنواعها، ويتم توزيعها على قطاعات أمنية وحضرية مختلفة ومحددة بشكل دقيق.
لهذا، جندت المديرية العامة للأمن الوطني.. أكثر من 6500 موظفة وموظف شرطة من مختلف الأسلاك والرتب، وعبأت المئات من المركبات الشرطية ووسائل العمل التقنية والتكنولوجية واللوجستيكية، لتغطية هذا الحدث الدولي.
وفي السياق الأمني الرقمي، تم إنشاء شبكة اتصال لاسلكية تجمع بشكل آني ورقمي بين جميع هذه المكونات، من آخر شرطي في آخر نقطة بمراكش.. إلى أعلى مسؤول أمني، حيث يكون الجميع قادرا على التواصل.. مع قيادة العمليات المحلية بشكل آني.
ومن أجل التأمين الخاص تحديدا ب “القرية”.. التي تحتضن الاجتماعات، فقد أقيم حزام أمني من فرق المحافظة.. على النظام وفرق السير والجولان ودوريات الشرطة المحمولة والمزودة بكاميرات مراقبة متطورة، مهمتها تأمين وصول المشاركين بطريقة سلسة ودون عرقلة، مع منع وصول أي شخص أجنبي عن الحدث إلى المنطقة الخاصة.
كما أقيم على مستوى بوابات القرية، حزام ثان من المراقبة الأمنية، من خلال اعتماء أجهزة للمسح الضوئي والتفتيش.. باستعمال تقنيات جد متطورة، قادرة على كشف كافة أنواع التهديدات ومصادر الخطر، فضلا عن توفير بوابات إلكترونية ذكية.. وعناصر بشرية عالية الخبرة في التفتيش الدقيق.. مدعومة بفرق من الشرطة السينوتقنية.. تتوفر على مجموعة من الكلاب المدربة على كشف جميع أنواع المتفجرات والمواد الكيماوية الخطيرة.
أما على مستوى محيط القرية الخاصة، تم نشر فرق للتدخل السريع.. التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مختصة في التعامل مع التهديدات الكبرى، كما تم نشر دوريات للشرطة سريعة الحركة، وأخرى مختصة في الرصد الإلكتروني.. باستعمال الكاميرات الحرارية.
مغرب التحديات
خلاصة القول، أن مغرب التحديات، وبعد فاجعة طبيعية، ينتفض من أجل تنظيم أكبر حدث مالي دولي في العالم في تاريخه المحدد قبل سنة، مراهنا على إنجاح هذا الحدث العالمي، وهو النجاح الذي سيعزز حتما إشعاع المملكة كبلد آمن ومستقر، ويكرس الثقة والمصداقية في المؤسسات والأجهزة المغربية، في ظل عزم المملكة مستقبلا احتضان أكبر التظاهرات الدولية في مختلف المجالات، الرياضية والفنية والاقتصادية والسياسية.