تمغربيت:
لايمكن ذكر اسم الأندلس.. دون أن تتبادر لذهنك الإمبراطورية المغربية الشريفة، لا يمكن أن تقول كلمة واحدة عن فتح الأندلس.. دون أن تذكر طارق بن زياد أو طريف بن مالك أو يوليان لغماري.
كما لايمكن أن تقول أن الوجود الإسلامي في الأندلس.. دام 8 قرون دون أن نذكر معركة واد لكة، التي إنتصر فيها المغربي طارق بن زياد.. وفتح بلاد الأندلس، ولا يمكن نسيان معركة الزلاقة الخالدة.. التي أخرت سقوط الأندلس.. وأرجعت هيبة المسلمين كما هو الحال بالنسبة لمعركة دون نونيو دي لارا، وكيف حافظوا عليها من السقوط وعلى علومها من الاندثار.
ستقول أنني قد نسيت معركة الأرك.. كيف أنسى ملحمة بقيمة وحجم معركة الأرك الخالدة.. التي صنفت كواحدة من أشرس المعارك في التاريخ.. والتي ستكون هي موضوع هذه المقالة.. ولربما ستعلم بعد هذه الأسطر معلومة جديدة.. الكثير لا يعلمها والقليل من تناولها للأسف.
فليست كل فصول معركة الأرك صائبة ومضيئة.. فقد أصاب خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. عندما قبل مواجهة ألفونسو الثامن، بعد سلسلة من المراسلات سجلتها كتب التاريخ.. استفزه فيها ثم أذاقه بعدها.. ملك المغرب وخليفة المسلمين الذل والهوان وانتصر عليه في معركة خالدة وجليلة.
بعد الانتصار على القشتاليين وبعد علمهم أن قد “نجا الفونسو ملك النصارى إلى طليطلة في أسوأ حال فحلق رأسه ولحيته، ونكس صليبه وأقسم أن لا ينام على فراش ولا يقرب النساء، ولا يركب فرسا ولا دابة حتى يأخذ بالثأر. وصار يجمع من الجزائر والبلاد البعيدة ويستعد ثم لقيه يعقوب وهزمه، وسار خلفه إلى طليطلة وحاصره، ورمى عليها بالمجانيق، وضيق علها، ولم يبق إلا فتحها. فخرجت إليه والدة الفونسو وبناته ونساؤه وبكين بين يديه، وسألته إبقاء البلد عليهن فرق لهن ومن عليهن بها، ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جل وردَّهُنَّ مكرمات. وعفا بعد القدرة وعاد إلى قرطبة فأقام شهرًا يُقيم الغنائم”.(1)
خطأ يعقوب المنصور الموحدي
فبعد هذه الملحمة أخطأ الناصر لدين الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الموحدي خطأ الملوك والذي هو نابع من أخلاقه ورقي أحاسيسه، فقد ضيع فرصة القضاء على سلالة ألفونسو وسامحه ليمحنه كل الوقت لاستعادة قوته ثم جهز لانتقام واستعد لمدة 17 سنة كاملة ليعود ويهزم الموحدين في معركة العقاب.
لقد صدق أجدادنا القول في قَسم الأندلس “لحرايمي مايموتشي”.. وعلى أي حال فالمسامحة أشرف بكثير من خيانات بنو نصر ومن وقفوا على بلاط القشتاليين.
المراجع
1 – كتاب حضارة الأندلس ص141