تمغربيت:
بقلم الأستاذ: الصديق معنينو
الأكبر والأقوى “النيف الجزائري”
بلاد جيراننا، بصحراء رائعة الجمال، مقفلة على نفسها لا تستقبل حتى خمسين ألف سائح سنويا.. الجزائري بطبعه يعتقد أن بلاده هي الأكبر والأقوى والأحسن، لا يقبل النقاش ويصبح عدوانيا إذا حاولت إقناعه.. الجزائري على يقين بأنه وُلد ليعيش ويحكم لا ليعمل ويتعب كما يؤمن أنه عار «على الجزائري فأحرى الجزائرية.. أن يكون في خدمة السائح».. أذكر أنه أثناء زيارتي لمدينة عنابة، جلست في مقهى مطل على البحر رفقة بعض الأصدقاء وطلبت كأس قهوة لنادل عبوس.. انتظرت نصف ساعة فقدّم لي كأس قهوة ونسي السكر وعندما ذكرته بذلك وبرغبتي في كأس ماء أجابني بما معناه.. «خُذ ما هو أمامك أو اتركه.. أنت أخويا في جزائر المجاهدين…».
جبهة التحرير الوطني
لماذا قارنت بين البلدين (الجزائر وفيتنام)؟ لسبب بسيط، هو أني اكتشفت أن «الفيتكونغ» الذي سماه الأمريكيون «بالمقاتلين الشيوعيين» اكتشفت أن «الفيتكونغ» تعنى جبهة التحرير الوطني». وهو ما ذكرني ب F.L.N «الإفلين» في بلد الجوار… البلدان خاضا حرب تحرير، واحد يبني المستقبل والثاني عيونه على الماضي.. له رؤية رجعية، وإسهال حاد للتذكير بالشهداء.. الفيتنام لها برامج مستقبلية محددة.. قال محدثي.. «الطريق السيار قبل 2030 والقطار السريع قبل 2035».. لكن شيئا واحداً يظل غامضا في فيتنام الشيوعية وهو انعدام حرية التعبير والصحافة وتأسيس الأحزاب واحترام حقوق الإنسان – لذلك فهي في حاجة إلى هذا التحول الإستراتيجي.
القوة الضاربة
الأرقام التي أشرت إليها تكوِّن هدفاً وطنيا واضحا عند الفيتناميين بينما الجزائر لا برنامج وطنيا لها.. فلاحتها لا تلبي حاجيات البلاد والصناعة ترجع إلى الستينيات والسياحة لا وجود لها والبترول والغاز لن يدوما طويلا.. في جزائر اليوم قوانين استثمار غير واضحة ومائة من المستثمرين الجزائريين في السجن.. بلاد «ملايين الشهداء» تائهة وعساكرها مرتشون ورئاستها كاذبة.. «القوة الضاربة» لم تدخل «البريكس» رغم أن الرئيس تبون زار موسكو وبايع بوتين وزار الصين وباع الجزائر وأخذ من الصندوق مليار ونصف دولار وأهداه لدول أغنى منه، وردد مراراً وتكراراً «أن دخول الجزائر إلى البريكس طبيعي نظرا لحجم الجزائر وقوتها الاقتصادية وتأثيرها في الأحداث».. طائرة الجزائر بدون ربان، تتقاذفها الرياح، هي كذلك بدون بوصلة أو مشروع وطني واضح.. العسكر يعتبرون شعب الجزائر رهينة وأرض الجزائر مستباحة.. بلاد الشهداء ليس لها ما تفتخر به والجزائري لا يقبل المقارنة لأنه مؤمن أنه الأحسن والأقوى وله عدو واحد هو «المروك»…