تمغربيت:
سعيد جاب الخير، الباحث في علم التصوف والشؤون الإسلامية الجزائري، تقاسم على صفحته بالفايسبوك، شهادة مهمة للرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة (1963 – 1965) ..
هكذا، ففي كتاب المؤلف بلعيد عبان بعنوان: “عبان، الأسباب الخفية للكراهية Abane. Les raisons occultes de la haine” (2012)، يتحدث بن بلة عن دور “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين l’Association des Oulamas Musulmans Algériens” خلال حرب ثورة الجزائر (1954 – 1962).
العلماء الجزائريين كانوا ضد الثورة
في الصفحة 123 يؤكد بن بلة : “لم يكن العلماء مؤيدين للثورة. لقد وضعوا العقبات في طريقنا. ولم يكونوا مؤيدين للاستقلال أيضًا. أخبرنا الشيخ إبراهيمي عن خطة كان يريد أن يقترحها على الفرنسيين. تضمنت هذه الخطة استقلال الجزائر عام 2034. هذا ما كان يريده “العلماء” للجزائر” (يقصد جمعية العلماء المسلمين).
بن بلة ليس الوحيد الذي تطرق لتعاون هذه “الجمعية الدينية” مع المحتل الفرنسي، فقد كان للمرحوم بوضياف قول فيهم أيضا.. ففي لقاء صحفي أجراه الرئيس الجزائري السابق، المغدور به محمد بوضياف عام 1992.. بأن “العلماء أي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم تلعب أي دور” ويقصد أي دور في أحداث الجزائر.
الصحفي الجزائري “حميدة عياشي” أيضا في مداخلة على “دزاير نيوز” عام 2016.. سرد مقاطع قديمة من “صحيفة السنة” التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي عليها تتأسس العقيدة/ الإيديولوجية (البادسية النوفمبرية) ؛ مقاطع كلها مديح وثناء للاحتلال الفرنسي: “إن اندماج الجزائريين في فرنسا ينبع من حقيقة أن فرنسا تمنح العنصرين الوجوديين الرئيسيين اللذين يشكلان جوهر الجزائري: الإسلام والعروبة. وبالتالي، من أجل هذا الشرف الذي تمنحه فرنسا للجزائريين، يجب على هؤلاء أن يكونوا ممتنين لها، وأن يندمجوا فيها، وأن يموتوا من أجلها.”
وفي مقالة موقعة بقلم الشيخ الأكبر لهذه الجمعية “الشيخ بن باديس” بتاريخ: 17 أبريل 1933 “يعود هذا الأخير إلى الحديث مطولاً عن إيجابيات فرنسا. ويمكننا أن نقرأ من بين أمور أخرى:
“نحن لسنا أعداء لفرنسا. ولا نعمل ضد مصلحتها. ولكننا نساعدها على تعليم الشعب وتحرير الأمة“.
موقف ابن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين تلتقي ، بخصوص منافع وإيجابيات فرنسا، بأفكار الكاتب الفرنسي “شارل رونو” في كتابه ” السياسة الفرنسية في الجزائر”. إذ أنه يعتقد جازما، أن فرنسا قد قدمت العديد من الفوائد للجزائريين، فيما يخص :
° أن فرنسا.. قد حافظت على الإسلام والعروبة كجزء من الثقافة الجزائرية.
° كما يعتبرها هي من جلبت العدالة والحرية للجزائريين.
° ويرى أنها قد ساهمت كذلك في التقدم الاقتصادي والاجتماعي للجزائريين.