تمغربيت:
توفي جمال عبد الناصر يوم 28 شتنبر 1970، على إثر أزمة قلبية حسب التقارير الرسمية.. وانقلاب واغتيال من قِبل أنور السادات حسب روايات أخرى، غالبا ما يتعذر فيها الإدلاء بدلائل عنها..
عبد الناصر الذي مثل التيار والإيديولوجيا القومية العربية.. وبرع في الخَطابة وإثارة العواطف والمشاعر الوطنية والقومية العربية.. هو الذي رفع شعار أو وعد بأن يرمي إسرائيل في البحر.. ورفع شعار أو زعم بتحرير فلسطين، كل فلسطين ..
أما بالنسبة للتاريخ، وبعيدا عن الهالة والصورة الإعلامية التي جعلت منه زعيما وأسطورة، فقد استولى عبد الناصر على السلطة من فوق دبابة عبر انقلاب عسكري في 23 يوليوز 1952، حيث غدر بعسكري ورفيق له هو اللواء محمد نجيب واضعا إياه تحت الإقامة الجبرية، والذي حسب مذكراته وكتابه “كنت رئيساً لمصر”.. كان يريد منح المدنيين حكم البلاد عبر انتخابات مدنية ديمقراطية.. بينما يعود العسكر إلى مهمتهم بالثكنات وحماية الحدود.
مقطع يشبه تماما غدر بومدين برفيق دربه بن بلة ! وكذلك (العسكر) يفعلون !
جمال عبد الناصر صانع الحكم الديكتاتوري بمصر
فعبد الناصر أسس للحكم الدكتاتوري العسكري بمصر، فكان وبالا على القطاع الاقتصادي والفلاحي والمالي لمصر في عهده.. وجعل من وزارة الثقافة ثكنة حيث رأس عليها ضباطا عسكريون.. فضلا عن الإعدامات والزج في السجون التعذيب والقتل ضد المعارضين بكل وحشية، حتى أن الأزهر الشريف؛ المنارة العلمية والدينية لمصر لم يسلم منه.
تبنى القومية العربية وشعار تحرير فلسطين فكان وبالا على القضية الفلسطينية، حيث هُزمت الجيوش العربية، وتوسعت إسرائيل أكثر، سواء في فلسطين أو مصر أو سوريا أو الأردن.. فكانت الناصرية سببا في كل ما جرى لفلسطين ما بعد 48.
تبنى الوحدة العربية (نظريا وإيديولوجيا) بينما واقعيا كانت له تدخلات مباشرة في البلدان العربية وصلت إلى حد التدخل العسكري في بعضها، نذكر منها مثلا، حرب اليمن الذي سقط فيها أكثر من 15.000 جنديا مصريا..
والأهم بالنسبة لي كمغربي، أن سياسة وإعلام مصر في زمن عبد الناصر( كانت معادية للمملكة المغربية، وكانت متعاطفة، بل مساندة للجزائر ضد المغرب. فقد كانت تجمع وشائج بينه وبين بن بلة.. فكان عبد الناصر يراهن على أن يحمل بن بلة لواء القومية العربية الناصرية في منطقة المغرب العربي امتدادا للنظام المصري الباحث عن مدخل له في هذه المنطقة.. وكان بن بلة يؤهل نفسه للعب هذا الدور الريادي، ويهتدي في توجهاته وشعاراته بهدي فلسفة الثورة المصرية)؛ حسب تعبير د. عبد الهادي بوطالب في “نصف قرن في السياسة” (ص.167)، وقد شارك بطيرانه ضد المغرب في حرب الرمال.. حيث أسرت القوات الملكية المسلحة جنودا وطيارين مصريين، كان ضمنهم الأسير حسني مبارك.. الذي سيتولى بعد اغتيال السادات رئاسة مصر.