تمغربيت:
قبل وادي اللبن.. تعتبر الإمبراطورية المغربية الشريفة.. الدولة الوحيدة بين الدول العربية التي استطاعت الانفلات من نير الاستعمار العثماني، وبالتالي تجنبنا بفضل الله ثم بفضل السلطان المغربي عبد الله الغالب السعدي رحمه الله.. ويلات وفيروس الترك، الذي نخر مجتمع الإيالات العربية الأخرى وطمس هويتهم.
مدينة الجزائر أقصى امتداد للعثمانيين
بعد أن وطأت أرجل الإخوة بربروس مدينة الجزائر، والتي كانت أرض تظهر في حركة الجَزر فقط.. وجد شعب مهزوز ومهزوز نفسياً تعوّد على الذل والخنوع.. وتشبع بعقلية تمجد وتقبل الاستعمار فلم يلقى أي مقاومة تذكر.
بربروس يعترف بأن دولة المغرب صخرة قوية
اعترف بربروس في مذكراته قائلا “في هذا الوقت كان سلطان المغرب يعتبر أكبر ملوك العرب في إفريقيا. كنت أعتقد بأنه ما لم يتم إخضاع سلطان المغرب فإنه من المستحيل بسط سيطرة الأتراك على إفريقيا”. (1).. فقد كانت رسالة بربروسا لخليفتهم سليمان القانوني أن ملك المغرب سيكون مصدر إزعاج.. رافضاً الدخول تحت مظلة سلطان الحواتة كما كان يصفه.. فقد كانت كلمات الشيخ السعدي هاته تبث الرعب في قلب سليمان القانوني، فلم تكن لديه الشجاعة الكافية لمواجهته رجل لرجل فاغتاله بخنجر غادر.
ظن سليمان القانوني أنه قد أزاح السلطان الذي كان مصدر إزعاج له.. ليتولى ابنه عبد الله الغالب السلطة ليكون سبب إذلاله.. فأعلن النفير استعدادا لملحمة تاريخية سطر فيها أجدادنا رحمهم الله على معركة خالدة.. كتبت حروفها بمداد الفخر والعز، وتعتبر من بين أهم المعارك الوجودية، والتي تحطمت على إثرها أحلام الغزاة وأطماع العثمانيين.. بعدما انتصرنا عليهم ومرغنا أنوفهم في معركة “وادي اللبن” سنة 1558 في أوج قوتها.
كيف حافظت هذه الملحمة على “تمغربيت”
لقد جنبتنا هذه المعركة (وادي اللبن).. ويلات الاحتلال العثماني وما كان سيسفر عنه من نتائج سلبية على المجتمع المغربي الأصيل، والتي كانت ستؤذي إلى طمس الهوية وضياع التراث المغربي.. بالإضافة إلى التقاليد والطقوس واللباس والثقافة المغربية بصفة عامة، ولربما كان سيطال المعمار المغربي الأندلسي الفريد كذلك، وهذا كان سينتج عنه اختلال في بوصلة الهوية سيعطينا شعب تائه.. وهو ما بدأنا نلاحظ نتائجه على الإيالات العثمانية الأخرى، والتي ترامت على تاريخنا وأمجادنا.
فهكذا ظلت “تمغربيت” عصية عن الكل، ولم تستطع أعظم الإمبراطوريات في العالم ( الإسبانية والبرتغالية والعثمانية والأموية ).. إنهاء وجود الأمة المغربية العظيمة، فكيف ستنهيها أنت بتغريدات يتيمة عبر منصة إكس.. ولا غالب إلاّ الله.
1 _ كتاب “مذكرات خير الدين بارباروس “ص 95