تمغربيت:
بتاريخ: 25 شتنبر 1962، أعلن فرحات عباس رئيس المجلس الوطني آنذاك، عن قيام عهد جديد منذ 132 سنة من السيطرة الاستعمارية الفرنسية.. (جغرافيا الجزائر كانت خلالها تمثل مقاطعة ومحافظة فرنسية وشأن فرنسي داخلي)، وبعد 8 سنوات من حرب تحرير قادتها “جبهة التحرير الوطني FLN”.. في هذا اليوم أعلن عن قيام ما أسماه “بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”
قبل هذا التاريخ، لابد من الإشارة إلى تواريخ تمثل محطات في المسار السياسي الجزائري الحديث..
– ففي 20 غشت 1956، تم انعقاد “مؤتمر الصومام” من خلاله حددت هياكل وقيادات المقاومة في الداخل والخارج، على المستوى العسكري والمستوى السياسي المدني.
– وفي شهر شتنبر 1958، تتشكل حكومة مؤقتة رئيسها فرحات عباس
– في 19 مارس 1962، وقبل أقل من 4 أشهر فقط عن إعلان استقلال/انفصال الجزائر عن فرنسا !!!.. تم توقيع اتفاقيات إيفيان بسويسرا، تقضي باستقلال/ انفصال الجزائر عن فرنسا الأم.
وهذا الأمر يبوح بالكثير ويوضح الكثير؛ إذ كيف يتم توقيع هذا الاتفاق وبعده ببضعة أشهر قليلة يتم إجراء الاستفتاء النهائي بالجزائر بعد قيام فرنسا باستفتاء أولي بفرنسا، ُيخيِّر الشعب الفرنسي ثم الجزائري-الفرنسي بجغرافيا الجزائر بين البقاء تحت السيادة الفرنسية أو الانفصال عنها؟ !
خصوصا حين يطلع المتابع عن بنود هذه الاتفاقية، يتبين له بالواضح كون شروط الانفصال تتم بحفاظ فرنسا عن ثروات الجزائر بل وتمكنها من القيام بتجارب نووية في الصحراء الشرقية المغربية المحتلة وبمقربة من ساكنة المنطقة.
قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
– ثم في 5 يوليوز 1962.. تم الإعلان الرسمي عن استقلال/انفصال الجزائر.. بعد 132 سنة !
وبالتالي قرر بعدها، فرحات عباس بعد شهرين ونيِّف من إعلان اسم وعنوان وتوجه هذا البلد الفتي، الذي سيعيش تجربة مفهوم “دولة وطنية”.. لأول مرة في تاريخه بعد 20 قرنا من الزمن ! فأطلق عليها مسمى “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”.
وبعد هذا التاريخ، لابد من الإشارة إلى تواريخ تمثل محطات في المسار السياسي الجزائري الحديث ..
– فبعد 4 أيام فقط، أي في 29 شتنبر 1962، تم تشكيل أول حكومة جزائرية، وانتخاب فرحات عباس رئيساً للجمهورية وأحمد بن بلة رئيساً للوزراء فيها.
وقد تم بعدها الغدر بفرحات عباس.. وبالدولة المدنية والديمقراطية، بعدما انقلب بن بلة ومِن ورائه “مجموعة وجدة”، لتصبح بعدها الجزائر دولة عسكرية يحكما العسكر والحزب الواحد.. حيث أصبح بن بلة رئيسا للجزائر بعد إقصاء الحكومة المؤقتة.. وإجراء انتخابات أخرى بتاريخ: 3 شتنبر 1963 أصبح عبرها بن بلة رئيسا للبلاد والهواري بومدين وزيرا للدفاع..
نفس الغدر ونفس المصير سيلقاه بن بلة بعد انقلاب بومدين العسكري عليه.. وسجنه لمدة 15 سنة، واستلام الحكم بتاريخ:19 يونيو1965..
هذه أهم المحطات التي جائت “قُبَيل وبُعَيد” 25 شتنبر1962، وإعلان فرحات عباس عن قيام (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية).. التي من خلال هذه المحطات المختصرة، يتبن أنها أبعد من الشعبية والديمقراطية والنظام الجمهوري .. وأنها أقرب لعصابات ينقلب بعضها على بعض بشكل مستمر.