تمغربيت:
في أعقاب زلزال الحوز الذي ضرب المغرب قبل أسبوعين، رفضت السلطات المغربية تلقي مساعدات دولية عديدة.. ومكتفية بقلة قليلة من دول صديقة ، لاعتبارات جغرافية ولوجيستية، ورفضت أخرى لاعتبارات سياسية. وشكرت كل من طلب التدخل للمساعدة أيضا ..
تقدير سيادي
تقدير السلطات المغربية القاضي بعدم الحاجة إلى مساعدات دولية من حكومات قريبة وصديقة للمملكة لمواجهة آثار الزلزال.. يعني ببساطة شديدة أن المملكة كانت قادرة على تدبير الأزمة في تلك اللحظات الصعبة وتتوفر بما يكفي من إمكانيات بشرية و مادية وتقنية.. والمغرب قادر على التعامل مع الكارثة بنفسه ولوحده، في الحالة الراهنة.
قرار يؤكد على استقلال سيادي للمملكة، وهو ما ظهر بشكل أكثر جلاء في إلحاح فرنسا وإصرار المغرب رفض المساعدة الفرنسية تحديدا، رغم حجم الكارثة.. قرار تجلت من خلاله قوة الدولة المغربية وقدرتها على مواجهة التحديات من جهة، ومواجهة أي شكل من أشكال التدخل في سيادة القرار المغربي الذي يحدده الملك في الزمان والمكان والحال من جهة أخرى.
التشخيص الدقيق ومراكمة التجارب
فمؤسسات الدولة بالمغرب أسست احتياجاتها بناء على التشخيص الدقيق والشامل والتقييم الموضوعي لما خلفه الزلزال .. ولم يجعل الفاجعة قنطرة للتسول وقبول المساعدات بـأي شكل وفي أي اتجاه عشوائي .. لهذا رفض أكثر من 70 طلب من دول شقيقة وصديقة.. لأن الأمر يتطلب دراسة للاحتياجات، كي لا يقع في فوضى لا طائل منها، وعبث يضر ولا ينفع. خصوصا أن المغاربة والسلطات الإدارية والعسكرية قامت بكل احترافية بتدخلات منظمة ومدبرة تدبيرا حسنا جعل المملكة في غنى عنها. واتضح على أرض الواقع فعلا، أن المغرب لم يكن في حاجة ملحة إلى الكثير مما عرض عليه من مساعدات دولية.
للتذكير أيضا فالسلطات المغربية أشارت أنها مستعدة لتلقي المساعدات في حال اقتضت الحاجة. كما لا ننسى أن المغرب فتح أبوابه أمام المنظمات الدولية العديدة.
هي إذا قرارات سيادية بكل ما تحمل الكلمات من معاني، تفَهَّمها الجميع، ولم ترق لجهتين فقط، لهما أسباببهما وعقدهما وأمراضهما (الله يشافي الجميع).. لكن هذا ليس مشكل المغرب ولا المغاربة.. ولَإِن نتجت عن هذه السيادية المغربية أضرار نفسية وسلوكية وجانبية عند المرضى الفرنسيين والجزائريين فليضربا رأسيهما مع الحيط أو يتجها للمحيط.. فالأمر لا يعني المغاربة.