تمغربيت:
تنتشر نظرية المؤامرة في العالم العربي بشكل واسع، حيث يتم استخدامها من قبل الأنظمة الحاكمة لتبرير فشلها في إدارة شؤون البلاد. وتتمثل هذه النظرية في الاعتقاد بأن هناك قوى خفية.. تقف وراء الأحداث السلبية التي تحدث في العالم العربي.. مثل الكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية.
نظرية المؤامرة وسيلة لتشتيت الإنتباه
وتلعب نظرية المؤامرة دورًا مهمًا في تهرب الأنظمة العربية الفاشلة من مسؤولياتها.. حيث تقوم هذه الأنظمة باستخدامها لتشتيت انتباه الشعب عن مشاكله الحقيقية، وتجنب تحمل المسؤولية عن فشلها في إدارة البلاد.
وقد أكثر الزعماء الفشلة، وما أكثرهم في الجمهوريات العربية، التنافس في كره إسرائيل والصهيونية وإلصاق كل كوارث السياسة والاقتصاد والطبيعة بها.. في مشهد بئيس يدل على أن رؤساء الجمهوريات العربية.. وزعماؤها يستحمرون وعي شعوبهم وأتباعهم.
ومن بين الأمثلة على استخدام نظرية المؤامرة نسوق ما يلي:
ادعاء النظام التونسي أن إسرائيل وراء إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا!!!!!
خرج قيس سعيد الذي يسير بتونس إلى الهاوية، على التوانسة والليبيين، بخطاب حول إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا مخلفا دمارا هائلا.. وعددا بعشرات الآلاف من الموتى والمفقودين وينبؤ بكارثة وبائية أيضا.. خرج “بوبريس ولد بومقيس” بخطاب أدخل فيه إسرائيل والصهيونية بالقوة من باب أن “دانيال” اسم نبي عبري.. فربطه ربطا غير منطقي ولا منسجم، بالصهيونية والمؤامرة وإسرائيل وبلابلابلا ..
والأمر لا يحتاج إلى كثير تفكير، فالرجل مفلس وتونس مفلسة، ولم يجد حلولا لا على المستوى الاقتصادي، ولا السياسي، ولا القانوني، والحقوقي، ولا مشاكل الخبز والمواد الأساسية.. وبالتالي، لم يتبق له سوى الكلام عن المؤامرة وإسرائيل وبلابلابلا.
مقتدى الصدر يتهم إسرائيل
ادعاء زعيم شيعي أن إسرائيل وراء الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة.
من العراق، نطق مقتدى الصدر العراقي الشيعي في الجمهورية العراقية النفطية.. هي الأخرى والتي تعيش التخلف والانقسام والانهيار في كل المجالات، ولم يتبق له ما يقوله للعراقيين سوى حشر أنفه في الكوارث الطبيعية.. وإدخال إسرائيل بالقوة في الموضوع من خلال التأكيد على أن الكوارث ضربت “المطبعين” مع إسرائيل نكاية في المغرب وتركيا طبعا، متناسيا ليبيا ومتناسيا العراق.. التي سبق أن نالت من الكوارث من زلازل وفيضانات الكثير، ناهيك عن زلزال سوريا والجزائر وفيضانات العالم العربي بأكمله ووو.. المهم في القصة أن تدخل إسرائيل كفاعلة ومتدخلة في الكوارث، حتى لو كانت طبيعية..
وكان حريا بمقتدى الصدر أن يجد حلولا لبلده، التي تغرق منذ ربع قرن في الفوضى والحرب الأهلية والفساد والتخلف والطائفية ووو
نظرية محمود عباس عن ربا اليهود بأوربا
ونتذكر في هذا السياق أيضا ما قاله عباس محمود، وهو يسائل التاريخ فيُرجِع سبب الهولوكوست ومجازر اليهود في أوربا على يد هتلر وغيره، إلى النظرية التي تقول أن وظيفة اليهود في أوربا.. والمتمثلة في ممارستهم للربا عبر البنوك هي السبب في تقتيلهم والتنكيل بهم ووو.. وكأن 3 أو 6 ملايين حسب الروايات ممن لقوا حتفهم في الهولوكوست كانوا شغالين في البنوك !
طبعا رئيس السلطة يلاقي احتجاجا داخليا، على المستوى الشعبي وعلى مستوى حركة فتح ومنظمة التحرير أيضا، فضلا عن فصائل غزة، أمام فشله التام وتوقف القطار الذي يقوده تماما في كل النواحي. وبالتالي كلامه عن اليهود والمؤامرة يروم التغطية على فشله.
ادعاء النظام الجزائري أن المغرب يقف وراء جميع مشاكله، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية والسياسية.
حقيقة النظام الفاشل شرق الجدار الآمن
من جهته وجد النظام العسكري الفاشل ضالته.. في نظرية المؤامرة المغربية على الجزائر في كل فشل يقع عندهم. لكن اللافت للانتباه، هو إضافة إسرائيل والصهيونية إلى جانب المغرب منذ إعادة العلاقات بين البلدين. فإدخال إسرائيل في المؤامرة له مفعول خاص في تنويم رجل الشارع العربي والمبردع الجزائري على وجه الخصوص !