تمغربيت:
كنا قد تكلمنا كثيراً في مقالات سابقة عن لأندلس المغربية.. وفصلنا فيها دور المغاربة في فتحها.. وأن موسى بن نصير لم يكن يعلم بالموضوع وقت حدوثه، وقد كان في إفريقية ( تونس ). كما تناولنا الأندلس ومن صدر الحضارة لمن.. وجزمنا بأن المغرب هو صاحب ريشة فن المعمار المغربي الأندلسي.
في هذا الصدد، رأينا مؤخرا بعض المدلسيين السياحيين في إسبانيا.. ينشرون أخبارا زائفة وتغريدات مستفزة، وكأنهم في مهمة لتزوير تاريخ الأندلس ويحرفون الكلام عن مواضعه.. لكي يجدوا لهم موطأ قدم في تاريخنا المجيد.. ولذلك ذهب للأندلس ليعيش حضارة الغير، والذي لا يملك منها ولو حبة فسيفساء واحدة.. ولا صورة مما صنعته أيدي الحرفي المغربي.
المرشد السياحي بالأندلس
فهذه معلومة على السريع.. يا من هاجرت بلادك لتمجد ملوك الطوائف، فقد كان بيتهم أهون من بيت العنكبوت بالنسبة للمرابطين بالمغرب.. وهو نفسه المعتمد بن عباد من كانت له مقولة شهيرة احتفظت بها أمهات الكتب.. وذلك عندما رفضوا الاستعانة بالمرابطين وقالوا “نخشى أن يدخل بلاد الأندلس.. ويرد العدو، ثم يبسط سلطانه علينا، ويجعلوننا رعاةً لإبلهم”.
خطبة المعتمد بن عباد
في هذا السياق خطب المعتمد بن عباد بالحضور وقال :” والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري.. تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية. والله لئن أرعى الإبل في صحراء المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير عند الرومي ” (1)..
ونقول للقوم: لا يغركم المعتمد بهذه العبارات فقد قال مالم يلتزم به.. ووقف في خدمة بلاط القشتاليين بعدها.. وخان العهد وكانت نهايته في آغمات بمراكش.. فهم يفضلون أن يكونوا خدماً عند غزاتهم على أن يكونوا جنوداً لشعوبهم.
فهذا الخطاب جاء في وقت كان خوفهم على كراسي الملك، وحينما تربص بهم القشتاليين كان ملاذهم الوحيد، هو أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بالمغرب.. الذي عُرف بعدله فقد كان خوفهم واضحاً من أن يأخذ بزمام الأمور هناك بالأندلس.. لأنهم يعلمون ان أفعالهم لن تروق لملك المغرب وأمير المسلمين بالغرب الإسلامي، فعصف بهم في غضون أيام قليلة.. ليوحد الأندلس تحت لواءه الناصر لدين الله.. ولا غالب إلاّ الله.
المرجع : كتاب اجهاد الترباني “مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ” ص165