تمغربيت:
تزامن يوم السبت والأحد: 16 و17 شتنبر من هذا العام، باحتفال الطائفة اليهودية المغربية.. بعيد “روش هاشانا”، الذي يمثل بداية السنة العبرية الجديدة، ويوافق اليومين الأول والثاني من شهر “تشري” من التقويم العبري، الذي يعتمد على الحساب القمري (كما هو الحال عند المسلمين للتقويم الهجري المعتمد على القمر أيضا).. خلافا للتقويم الغريغوري المعتمد على الشمس.. وهو التقويم الذي يقول اليهود أنه بدأ منذ خلق الله الأرض إلى يومنا هذا.. وسنة 2023 وافقت السنة العبرية الجديدة، 5784 حسب التقويم العبري، وهو أحد أعياد اليهود الدينية التي وردت بالتوراة باسم (يوم تروعاه) .
السنة العبرية الجديدة
تم الاحتفال في جهات مختلفة من المملكة، أين يتواجد مغاربة يهود.. مثل مراكش، الصويرة.. مكناس وخصوصا الدار البيضاء في كنيس “نيفي شالوم “، حيث حضر إلى جانبهم مجموعة من الشباب المغاربة المسلمين، الذين قدِموا لتقديم متمنياتهم بسنة سعيدة « شانا توفا » لإخوانهم اليهود.
مناسبة أعرب من خلالها حاخام كنيس نيفي شالوم، جاكي سيباج، عن سعادته “برؤية إخواننا المسلمين يأتون ليهنئونا بحلول السنة الجديدة”.. معربا عن فخره بعلاقة “الأخوة والتعايش القوية التي تميز المغرب في جميع أنحاء العالم”.. مضيفا أن مشاعر الأخوة هاته التي تجمع بين جميع المغاربة “بغض النظر عن دياناتهم، تجلت بشكل طبيعي من خلال التضامن الوطني مع ضحايا زلزال الحوز”
كما أشار رئيس جمعية “مغاربة بصيغة الجمع ” أحمد غيات، بنفس المناسبة إلى أن “ما يهمنا هو أن نظهر أنه في هذه الفترة القاسية علينا جميعا، وفي فترة الحداد هذه، فإن المغرب يعرف كيف يقف وقفة رجل واحد، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.. مضيفا : “هذا المساء، يجتمع المسلمون واليهود لتقديم متمنياتهم بسنة جديدة سعيدة لإخواننا اليهود، لكن دون أن ننسى كافة ضحايا الزلزال”
اليهود المغاربة
هكذا يحتفل اليهود المغاربة برأس السنة “روش هاشانا”
يبدأ الاحتفال بعيد (روش هشناه) منذ غروب الشمس ويمتد ليومين كاملين، ويطلق على الأيام العشرة التي تمتد من رأس السنة إلى عيد الغفران “أيام التوبة”.
وتتم الاحتفالات وسط أجواء عائلية يتم فيها تحضير وجبات.. من مختلفة ذات طابع مغربي، من قبيل الفواكه المجففة.. و التمور والرمان والعسل واللحوم والأسماك إلخ، وعموما.. ويكثر اليهود المغاربة من أكل الفواكه والخضر الحلوة والعسل.. متفائلين بسنة جديدة وحلوة وسعيدة.
يؤدي اليهود في هذه الفترة الصلوات طيلة أيام العيد بشكل متواصل، طلبا للمغفرة لما كسب الإنسان من خطايا خلال السنة المنتهية.
كما يردد اليهود المغاربة بهذه المناسبة ما يسمى بالقداس اليهودي مع الذكر والدعاء، لتنتهي صلوات اليوم بالنفخ في “الشوفار”.. مستمرا منذ بداية السنة وطيلة “أيام التوبة”، وهو نوع من أنواع الأبواق المصنوعة من قرن الكبش.. يصنع بطرق تقليدية في المغرب فقط !
صوم جداليا وهو صيام خلال اليوم الثالث.. أي ثالث أيام مطلع السنة العبرية، ويمتد من طلوع الشمس إلى مغيبها.
طيلة يومي العيد.. يمتنع اليهود إشعال النار، لذلك يتم تحضير جميع المأكولات قبل بداية العيد.
كما يغلق جميع اليهود محلاتهم التجارية ويدخلون إلى بيوتهم للاعتكاف على الصلاة رفقة أسرهم وعائلاتهم.
للإشارة فأبواب اليهود في هذه الفترة، خصوصا في الأحياء الشعبية تبقى مفتوحة أمام المغاربة المسلمين، ليشاركونهم الطعام والنشاط والفرحة.. وهذا ما كان عليه المغاربة منذ قرون.. في جو من ثقافة الاعتراف وثقافة التعايش والسلم والسلام..