تمغربيت:
عرفت الإمبراطورية المغربية الشريفة، على عهد بنو مرين ازدهارا ثقافيا ملحوظا وإشعاعا علميا فريدا.. تجلى في تشييد عدة مدارس في كافة أرجاء المغرب من اجل ترسيخ العلوم وتطويرها.
بنو مرين منارة العلم والمعرفة
في ذلك التاريخ كانت دولة بني مرين منارة العلم والمعرفة بين الأمم الأخرى.. وهذا بشهادة كل المؤرخين، بحيث اتخد مؤسس دولة بنو مرين وفخر الزناتيين يعقوب بن عبد الحق.. فاس عاصمة لدولته بالمغرب.. بعدما كانت مراكش على عهد الموحدين، حيث عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر وأصبحت لؤلؤة المغرب الإسلامي نظراً للإشعاع الروحي والمعرفي التي تتميز به.
وبعد مدرسة بن يوسف بمراكش.. ومدرسة العطارين بفاس اليوم سنلقي الضوء على تحفة معمارية أخرى ومدرسة علمية تقع داخل أسوار مدينة فاس العتيقة وهي من بين المدارس التي تعتبر فخر بني مرين.. إنها مدرسة الصفارين التي شيدها أبو الحسن علي بن عثمان سنة 1321 قرب مسجد الأندلس.. لتكون معقلاً للعلماء وقبلة الطلاب من مختلف أنحاء العالم.. كما ساهمت دولة بنو مرين من خلال مدارسها في ترسيخ وتلقين المذهب المالكي.
وعن المعمار فمدرسة الصفارين تعتبر تحفة فريدة نظراً لمعمارها المختلف شيئ ما بحيث تميز طرازها بنقش دقيق وتفاصيل جد معقدة على جدرانها الخشبية.. والتي تحيط بها من كل جانب مع الزليج المغربي والمقرنصات الجبصية غاية في الإتقان التي تحيط بالأقواس.. فلا يمكن أن تذكر الازدهار الحضاري دون التطرق للمعمار.. ذلك أن الحضارة تنعكس دائما على المعمار وتفاصيله وعلى تطور الحرف كذلك.
لقد اهتم بنو مرين بتطوير الجانب الثقافي وزيادة إشعاعه لدى المواطن المغربي بصفة خاصة وللأمة الإسلامية بصفة عامة. ولكي لا ننسى فأن سلاطين بنو مرين هم من قاموا بزيادة الكراسي العلمية بجامعة القرويين، وهذا ما يجسد الاهتمام الفكري والمعرفي المتجذر لدى سلاطين الإمبراطورية المغربية الشريفة.