تمغربيت:
في مثل هذا اليوم بتاريخ: 17 شتنبر 1978، تم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وقد وقَّع الاتفاقيات كل من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن.. تحت إشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
حيثيات اتفاقية كامب ديفيد
تم التوقيع على الاتفاقية في منتجع كامب ديفيد في ولاية ميريلاند الأمريكية، بعد 12 يوماً من المفاوضات السرية بين الوفدين المصري والإسرائيلي.. حيث وصل الوفدان المصرى والإسرائيلى إلى كامب ديفيد يوم 5 سبتمبر 1978، إلى أن تم التوقيع يوم 17 سبتمبر.. وقد مهدت الاتفاقيات الطريق لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي تم التوقيع عليها في 26 مارس 1979.
وتعتبر اتفاقيات كامب ديفد حدثاً تاريخياً مهماً.. حيث مثلت أول اتفاق سلام بين دولة عربية وإسرائيل. وقد ساهمت الاتفاقيات في استقرار وتعزيز السلام والأمن بين الدوليين.
وبالرجوع إلى الوراء، فقد بدأت الخطوات الأولى من أجل فتح مفاوضات سلام بين الجانبين المصري والإسرائيلى، من الجانب المصري سنة 1977.. وذلك من خلال افتتاح البرلمان المصري عام 1977، حيث أعلن السادات في هذه الجلسة الشهيرة استعداده للذهاب للقدس والكنيست الإسرائيلى، وقال: “ستُدهش إسرائيل عندما تسمعنى أقول الآن أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم.. إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم”.
الإطار العام لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل
• تضمنت الاتفاقيات إطاراً عاماً للسلام بين مصر وإسرائيل، يستند إلى مبدأ الأرض مقابل السلام. وقد نص الإطار على انسحاب إسرائيل من سيناء إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1967.. مقابل إقامة سلام وعلاقات دبلوماسية بين مصر وإسرائيل.
• وتضمنت الاتفاقيات ترتيبات أمنية، بما في ذلك إنشاء منطقة عازلة في سيناء وقوات حفظ سلام دولية.
• كما تضمنت الاتفاقيات أحكاماً تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل.
بعض الآثار المترتبة على اتفاقيات كامب ديفد:
• انسحاب إسرائيل من سيناء في عام 1982، مما أدى إلى تحرير شبه الجزيرة من الاحتلال الإسرائيلي. للإشارة فقد خسرت مصر سيناء في حرب 1967، لكن تم استعادتها بموجب اتفاقيات كامب ديفد. وبالتالي ربحت واسترجعت مصر بالسلام والدبلوماسية ما سبق لها أن خسرته بالحرب.. لذا يمكن القول أن مصر قد ربحت أكثر مما خسرت من خلال هذه الاتفاقيات.
• تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل في عام 1979، مما أدى إلى استقرار وتحسين العلاقات بين البلدين.
• أيد عدد كبير من دول العالم إنهاء حالة الحرب.. والصراع العربى الإسرائيلى بشكل سلمى.
• في المقابل وعلى الرغم من أن اتفاقيات كامب ديفد لاقت ترحيباً دولياً.. إلا أنها أثارت أيضاً انتقادات من بعض الدول العربية، التي اعتبرتها خيانة للقضية الفلسطينية.. وتم تعليق عضوية مصر فى جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية.
• وأخيرا استعادت مصر عضويتها في الجامعة العربية، خلال مؤتمر الدار البيضاء/المغرب.. الذي عقد فما بين 23 و 26 ماي 1989.. في عهد الحكيم الحسن الثاني .