تمغربيت:
أعطى المغاربة، دولة وشعبا، دروسا لكافة دول العالم، من خلال الطريقة التي تفاعلوا بها مع فاجعة زلزال الحوز. وعلى الذين يبحثون عن خلق الفتن ونفث السموم، مستغلين فاجعة إنسانية.. على هؤلاء أن يتعلموا الدروس وكفى! على الذين يتقصدون التضامن مع الشعب على حساب دولته أن يعلموا أن الشعب بالدولة والدولة بالشعب، ومحاولة اصطناع التناقض بينهما خطة جربها الاستعمار منذ زمن!
الدرس الأول:
التحام المغاربة وتضامنهم من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها؛ من طنجة إلى الكويرة، ومن الأطلسي إلى الحدود الشرقية. وقد عبر ساكنة الأقاليم الجنوبية عن تضامنهم مع إخوانهم في المناطق المتضررة، كما فعل كافة المغاربة في مختلف الأقاليم.. ما يدل على أن ساكنة الصحراء وساكنة باقي الأقاليم يشكلون شعبا واحدا لن تفلح المخططات الاستعمارية في فصل بعضه عن البعض الآخر. وكما هموا جميعا لمساعدة متضرري الزلزال، كذلك سيفعلون إذا تعلق الأمر بالدفاع عن مغربية الصحراء.
الدرس الثاني:
المغرب دولة صاعدة وجد محترمة وقادرة على الصمود في وجه مختلف التحديات؛ مهما حاول بعض الإعلام الأجنبي.. وبطريقة غير محايدة، الترويج لصور وأشرطة فيديو بعينها لإثارة الانتباه إلى تفاوتات مجالية تعرفها كافة دول العالم.. ناهيك عن الدول التي هي في مستوى المغرب اقتصاديا واجتماعيا. ستمر الأزمة ولن تدوم كما مرت سابقاتها، ولن يجني بعض الإعلام الأجنبي المتحامل والمتاجر بالفواجع الإنسانية إلا الخيبات كالتي جناها سابقا.
الدرس الثالث:
إن المغاربة ليسوا في حاجة إلى مساعدات أجنبية إلا بمقدار تحدده دولتهم.. وفي تخصصات هي وحدها تحدد مدى الحاجة والاضطرار إليها، وبشروط وقيود تحددها وحدها لأنها صاحبة الشأن والقرار. ومن لا يعجبه هذا التقدير، فليأخذ بنقيضه في شؤون دولته؛ وإلا فهي مسائل محسومة بين الدول.. ولكل دولة سيادة على إقليمها وشعبها تتصرف فيها بالكيفية التي تراها مناسبة. ليست هناك علاقة مباشرة بين الأجنبي والشعب المغربي، بل هي علاقة لا تتحقق إلا عن طريق الدولة المغربية وبأمر منها.
الدرس الرابع:
أبانت فاجعة الزلزال عن علاقة وطنية خاصة بين مؤسسات الدولة والشعب المغربي، خاصة مؤسستا الجيش والأمن الوطني. وهو ما يعني تهافت الادعاءات التي تسعى إلى خلق نوع من الهوة بين الطرفين، فالجيش والأمن لم يكونا إلا لخدمة الشعب. كما يخدمانه اليوم في الفاجعة، يخدمانه في سائر الأيام بحماية الحدود ومكافحة الجريمة والإرهاب.
الدرس الخامس:
تألق الخطاب الديني المسالم والوسطي، الذي ينهل من مراجع التدين المغربي، حيث الحث على التضامن مع متضرري الزلزال والتبرع بالدم (كما فعل د. مصطفى بن حمزة).. وحيث الدعوة إلى الصبر والاحتساب والصمود والوحدة الوطنية، وحيث اعتبار المتوفين شهداء والمناطق المتضررة مبتلاة لا ميدانا لعقاب إلهي كما ادعت بعض المواقف الرجعية، وحيث يتحول الدين إلى عامل من عوامل الاطمئنان لا إلى عامل من عوامل الفزع والخوف وانتظار العقاب… الخ.
الدرس السادس:
يستحق الشعب المغربي كل أنواع العناية والتوعية و”تحسين الحياة”، لأنه شعب معطاء ذو وجدان لا حدود له، يعطي في أشد الأيام سوءا، فما بالك إن تيسرت ظروف عيشه، وأصبح قادرا بما فيه الكفاية وفي حدود الحاجة على تحرير قدراته المادية والمعنوية بوعي وحكمة! إن هذا الشعب ينصر الأمة ويدافع عن عناصر وحدته وثوابت دولته في كل الظروف، ولا يشترط لذلك جزاء ولا شكورا ينتصر للحق الوطني، فإذا رجع الحق للوطن عاد إلى حيث كان، كما عاد مقاومو الاستعمار الفرنسي إلى حقولهم و حرفهم بعد الاستقلال.
الله أكبر يا شعب المغرب،
ولا غالب إلا الله.