تمغربيت:
وتستمر قوافل الشهداء التي تتساقط تِباعا فوق هذه التربة الطيبة وكأننا في ابتلاء ما بعده ابتلاه ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون. فبعد فاجعة السعيدية التي أُريد لنا أن ننساها ونتنازل عن حق شهدائنا.. جاءت فاجعة زلزال المغرب في منطقة الحوز وباقي المدن لتنكئ جراحا لا تزال طرية.. وتخبرنا بأن المصائب لا تأتي فرادى والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
إن قدر المغرب أن يكون قبلة للإنجازات والابتلاءات.. وهناك في قطر افتخر بنا قوم من المسلمين والعرب والعالم الثالث.. واليوم تعاطف معنا العالم ويحاول التدخل للمساعدة وتجاوز الأزمة. وقبل هذا وذاك شعب مستنفر ومحتشد للقيام بما يفرضه الضمير، وتستوجبه الوطنية الصادقة ويأمر به الدين.
طوابير طويلة من أجل منح قطرة دم قد تكون سببا في إنقاذ روح طفل أو شيخ أو امرأة.. وتسابق على المناطق المنكوبة لتقديم يد الدعم والعون وجمعيات متطوعة ومبادرات متضامنة.
على الجانب الآخر، وصمة عار أخرى على جبين حكومة تجاوزتها الأحداث وكأن الزلزال لم يضرب بلدا اسمه المغرب.. وأثبتت الوقائع أنها في واد والشعب في واد آخر. فلا هم تضامنوا ولا هو أخبروا ولا هم حتى قدموا واجب العزاء.. وأكدوا مرة أخرى بأنهم مجرد خشب مُسندة تجاوزتها الوقائع والأحداث.. وأثبتت أن المغربي خانه ذكاءه وفطنته حين صوت على أناس خدعونا بالوعود وخانوا العهود ولنا معهم عودة في يوم قريب مشهود.
رحمكم الله أبناء وطني وعزاؤنا وعزاؤكم واحد ولا نقول إلا ما يرضي ربنا “إنا لله وإنا إليه راجعون”.