تمغربيت:
بلاد هواري بومدين….. في بلاد بلا تاريخ ولا حضارة ولا هوية، هناك خياران لا ثالث لهما.. أحدهما مقبول ومطلوب ومرتبط بالانطلاق في بناء الحضارة والتاريخ وتشكيل عناصر الهوية، والثاني قبيح ومقرف وهو محاولة تزوير التاريخ أو السطو على حضارة الغير وهو ما يقوم به القوم شرق الجدار.
في هذا السياق، بحث النظام الجزائري بين تراب المخازن عله يجد رمزا يجمع حوله مشاعر الجزائريين.. فلم يجد غير قصة الأجير عبد القادر في القرن 19م وشخصية محمد ابراهيم بوخروبة في القرن 20م. فحاول أن يحيطهما بهالة من القداسة والتقدير علها توازي ما وصل إليه سلاطين الدولة المغربية.
في هذه المقالة سنواصل تعريف القارئ المغربي والعربي بحقيقة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين (واسمه الحقيقي محمد ابراهيم بوخروبة).. على اعتبار أنه أصل الداء ومكمن البلاء فيما وصلت إليه العلاقات المغربية الجزائرية، وذلك من خلال شهادة صديقه ورفيق دربه ودراسته ورحلته من الجزائر نحو القاهرة محمد الصالح شيروف.. والتي أصدرها في كتاب تحت عنوان “رحلة أمل واغتيال حلم”.
في هذا الكتاب يحكي شيروف عن الرحلة التي جمعته مع هواري بومدين إلى القاهرة والتي دامت 3 أشهر ونصف.. ومن خلالها يحكي كيف ضاقت بهم سبل العيش فلجؤوا إلى القيام ببعض الأمور التي تدخل في خانة “الشركيات” و”الكفريات”.. ومنها تحرير التمائم وقراءة الفنجان والتقزان…
وهنا يقول شيروف في الصفحة 27 من الكتاب على لسان بومدين “إن لدينا ثروة كبيرة لو استغلت لكانت نعم العون هي لنا “.. قلت (الشيروف): هات ما عندك يا سي محمد وكفي، قال “الفدوة وتحرير التمائم وإذا لزم الأمر التقزان وفك طلاسم الكف، وقراءة الفنجان والرقية.. إلخ.. لقاء ما يجود به المغفلون يا سي شيروف من الدراهم، أفهمت؟”.
هكذا إذا كان زعيمهم وكبيرهم الذي علمهم السحر.. مجرد مشعوذ دجال وساحر يقوم بالنصب والاحتيال على بسطاء الخلق.. قبل أن يناور وينجح في الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية بعدما تسبب في اغتيال آلاف الجزائريين وخيرة المجاهدين.