تمغربيت:
لا مشكلة في النقد كتقليد إنساني.. لا مشكلة في الاختلاف، وليس للأمر علاقة بمريدي مرجعية من المرجعيات ومعارضيها؛ وإنما يكمن المشكل في التطاول الذي أصبح عند كثيرين عادة بعثرت المعايير.. وشجعت الجرأة على ذوي الشأن، وباعدت بين المجتمع ومراجعه الفكرية. في هذا يكمن المشكل، ولذلك كان التشدد في رفض النقد!
أيستقيم النقد ممّن لا علم له ولا تصور لديه حتى يحكمَ؟!
كيف نشجع بعض نقاد الحداثة ونحن نعلم أنهم دون وعي الحداثة؟
كيف نشجع بعض نقاد التراث ونحن نعلم أنهم لا يعرفون قواعد التراث نفسه، ولا هم تمكنوا من أدوات نقده في المعرفة الحديثة.. ولا هم أدركوا عواقب هذا النوع من النقد؟!
كيف نشجع المعارض على نقد الدولة وأجهزتها ونحن نعلم أن معارضته هشة، تستبطن الضعف النظري، وتثير بين الناس الفتن؟!
كيف نشجع كثيرا من دعاة الحرية ونحن نعلم أنهم حبيسو أنفس مريضة، نتاجُ ظروف لا تحقق شروط الوعي بالحرية؟!
في حالات بعينها يجب أن يقف النقد.. أن يُفسَح المجال لكلمة بعينها، هي كلمة مَن له حق النقد، أي مَن له قدرة الفعل. كل أنواع النقد الأخرى يجب أن تكون فرعا له، تتنوع في المخارج، لكنها تعبير عن أصل واحد!
هذه فلسفة في الحرية.. تصبح فيها القيود فضاءات شاسعة لممارسة الحرية. من لا يعي هذا الجدل، ينفي ذاته بنفي شروطه، يَحُدّ وعيه بوهم “خرق الضرورة”!