تمغربيت:
عرفت فترة الفتح الإسلامي الذي قادها المغربي طارق بن زياد عدة حروب ومعارك طاحنة.. أظهر فيها الفارس المغربي قوته وشراسته، حيث جمع الفارس المغربي بين مهارة ركوب الخيل وفنون الحرب والقتال.. جيش على رأسه دائما خليفة المسلمين وملك المغرب.
لقد كُتبت معارك الإمبراطورية المغربية الشريفة بمداد الفخر والاعتزاز وتُدرس في أقدم وأعرق الجامعات في العالم.. فجل هذه المعارك تقريباً كانت مع القشتاليين بالأندلس.. حين بسط المغرب سيطرته طولا وعرضاً على اراضي الأندلس جوهرة المغرب الإسلامي ونشر الحضارة وصنع التاريخ والمجد وأعطى جزء من هويته ليضفي على الأندلس لون البصمة المغربية الفريدة والمتميزة، فلم تمر فترة الحكم المغربي للأندلس مرور الكرام على الذاكرة الإسبانية، فقد تكونت عندهم كلمات بألف معنى في قاموسهم اللغوي.. ليثبتوا مرة أخرى أن اللسان الإسباني حافظ للتاريخ المغربي بالأندلس من السرقة والتدليس.
كلمة Jineta أو الزناتي تعني في القاموس الإسباني “الفارس” في إشارة إلى القبائل الزناتية الأمازيغية بأرض المملكة المغربية الشريفة ومهد الدولة المرينية العريقة.. فقد عُرفت هذه القبائل بقوتها وشجاعتها وبسالة فرسانها وأخلاقها النبيلة. فجعلوا من فرسانهم رجال لا يقهرون وعن كلمة الحق هم مدافعون.. صنعوا السيف الزناتي الذي كان بمعايير تخص رشاقة الفارس المغربي.. وقد سبق أن خصصنا له مقالة مفصلة.
تميزت قبائل زناتة بتكتيكات مدمرة لخطوط الخصم والتي تقوم بالدوران حول الخصم وسط المعركة وإرباكه بتلك الحركة الدورانية مع ضغط الفارس المغربي الزناتي المتواصل بالسيف والسهام والرماح.. تكتيك كان يدمر نفسية الخصوم ويفتح أبواب الشك ويتسلل الضعف بين جنود العدو.. كما يوازن هذا التكتيك بين الانتصار المعنوي والميداني، لتكون النتيجة انتصارات ساحقة للمغاربة في المعارك.
هذه البطولات دفعت الإسبان إلى القيام بعملية تهجين الخيل البربري الذين جلبوه من المغرب مع الخيل الإسباني فأسموها الخيل الزناتي الإسباني Spanish Jennet Horse وهو غاية في الجمال.. وسؤالنا هنا لماذا مثلا لم يطلقوا على الفارس كلمة الأموي أو العباسي أو العربي؟ فهذا تاريخنا الذي كتبه رجالنا بلسان وأيدي مغربية خالصة.. فلا داعي لمحاولة الركوب على بطولات المغاربة من أجل تزوير الواقع وتدليس الحقائق.