تمغربيت:
بقلم: إيمان أحوصلي
يشهد التاريخ للمملكة المغربية بالاستراتيجية الحكيمة والحلول الديبلوماسية مع الدول.. وأيضا بالحياد الإيجابي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. استراتيجية جعلت المغرب خارج دائرة المشاكل السياسية، والنقاشات الحادة مع قادة الدول الأخرى.. وارتقت به إلى مستوى الحليف الاستراتيجي الذي يضرب له الحساب ويُؤخذ برأيه في مجموعة من الأزمات الدولية.
المغرب وإفريقيا.. الحياد الإيجابي والشراكات الاستراتيجية
أمام تعدد المواقف الدولية وموجة الانقلابات بإفريقيا الفرنكوفونية، يظهر الموقف المغربي بلغة “حيادية صارمة” دون انحياز لأي طرف.. فحتى الرئيس الغابوني المعزول علي بونغو، الذي يعتبر أكبر حليف للمملكة في القارة السمراء، لم يسلم من صرامة هذا الحياد.
مملكة الشرفاء، كذلك تحرص على تفادي ذهاب الوضع إلى حد اندلاع حروب أهلية بالقارة السمراء.. ما سيشكل خطرا على المنطقة، وعلى المسار الديمقراطي الذي راكمه المغرب لسنوات.
والمملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، من خلال هاته المواقف، تحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع جل الدول، بحيث إن الرباط تعمل جاهدة على استدامة العلاقات الاستراتيجية وتطويرها.
إن علاقات المملكة المغربية، مع كل من الغابون والنيجر، مثلا، تتعدى كونها علاقات شخصية أو نظامية.. ذلك أن حضور المغرب التاريخي والسياسي والديني في إفريقيا، كان من منطلق مفهوم الدولة، ووزن الحضارة.. ولذلك فإن التغيرات السياسية في القارة الإفريقية لا تؤثر على مواقف هذه الدول اتجاه المملكة.
هكذا هي المملكة المغربية ودولة الشرفاء لا تتدخل في أمور الدول على حساب مصالحها الخاصة، ولا تستغل مشاكل الدول لصالحها.. لذلك فهي تعتمد نظام الحياد، والإصلاح ما استطاعت، من أجل كسب الاحترام وعلاقات خارجية ناجحة، عكس جيران السوء، دولة العسكر والجنرالات، والتي تحشر أنفها في كل ما لا يعنيها، و تتدخل فيما لا شأن لها به، وليتها تتدخل في شؤون بلادها لتنقذ شعبها مما يعانيه، فابتعادها عن الدول وتركهم و شأنهم راحة ورحمة لا يعرف لها العسكر سبيلا.