تمغربيت:
في الجزء الثالث، وفي سياق ما كُتب حول الكتاب الجديد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي “في زمن المعارك/العواصف – Le Temps des Combats”.. سوف نتطرق لما قالته (مغرب أنتلجنس) تحت عنوان: “بالنسبة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.. “نحن في فرنسا لا نُقيمِّ (ندرك) بما فيه الكفاية كم أن المغرب محظوظ أن يكون له ملك مثل محمد السادس”
شهادات وانطباعات
بعض المقاطع من الكتاب الأخير للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الصادر عن طبعات فايارد.. تشكل شهادات وانطباعات شخصية مفعمة بالحب والاحترام اتجاه المملكة المغربية وشعبها وملكها.
يتذكر الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، خلال فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات على رأس الدولة الفرنسية.. أنه أقام بمراكش في المقر الملكي بدعوة من الملك محمد السادس. إقامة ليس مستعدًا لنسيانها.
“لقد أحببت المغرب دائمًا. ومن بين دول شمال أفريقيا الثلاث.. فهي الأقرب إلينا. الوحيد أيضًا الذي عرف كيف يهضم ماضينا المشترك بسلام دون أن نشعر بأدنى مرارة أو أدنى استياء. الفارق مع الجزائر لافت للنظر. ولم تكن هناك حرب بين بلدينا. “هذا مهم في تاريخنا المشترك”، يشرح نيكولا ساركوزي بوضوح كبير في مذكراته.. قبل أن يضيف أن “المغرب بلد شقيق. إنه مساوٍ لفرنسا ويجب اعتباره الآن كذلك. أصبحت المملكة قوة إفريقية عظمى. رجال الأعمال فيها، ومثقفوها، وفنانيها، ونخبها ليس لديهم ما يحسدوننا عليه”.
ساركوزي.. المغرب قوة عظمى في إفريقيا
ولعل الاطلاع على كتاب نيكولا ساركوزي الجديد يعتبر شهادة حية ومفيدة ومهمة جدا للمغاربة والجزائريين المتعطشين دوما لترتيب مقارنات مستمرة ولا متناهية بين البلدين والشعبين والسلطة والتاريخ والثقافة هنا وهناك.. وطبعا في ظل سرقات موصوفة في وضح النهار لتراث وتاريخ وثقافة الغير، من طرف الجزائريين. من خلال تخطيط عسكري ممنهج ومفضوح وفاشل أيضا.
ساركوزي مثله مثل الكثيرين جدا من وجهاء فرنسا ممن يفضلون الوجهة المغربية على دول شمال إفريقيا.. ومثل العديد منهم من الذين يقارنون بين المغرب والجزائر بقولهم بأن الفارق أو الفروقات عظيم جدا ولافت للنظر حسب تعبير ساركوزي..
ساركوزي يثير أيضا أمرا يشتكي منه الفرنسيون والنخبة الفرنسية كثيرا اتجاه الجزائريين، نظاما ومثقفين، بخصوص الذاكرة والرجوع إلى التاريخ الاستعماري والشوووهاااضاااا وبلابلابلابلا.. طبعا إذا عرف السبب، بطل العجب: فالعسكر يثير هذا الأمر بعد 61 سنة من الاستقلال الصوري لأنه فاقد لتاريخ نضالي، وبالتالي يحتاج لتركيب صورة الجزائر والعسكر الحاكم كأبطال وكضحايا استعمار رهيب ليستهلكها في تثبيت شرعيته ومشروعية تواجده في السلطة.. كما أن الجزائر لا تاريخ لها وبالتالي تحتاج لاستثمار هذا التاريخ القريب لتربط الشعب به، مع أن كتابتهم يشوبها الكثير من التزوير وانعدام الوثيقة التاريخية وقلة المصادر واستحالة الحصول على الأرشيف الجزائري الذي دفنه بن بلة ثم بومدين..
عكس المغرب والمغاربة قيادة وشعبا، كما يعبر هنا ساركوزي.. الذي استطاع أن يتعامل مع فترة الانتداب/ الاستعمار الفرنسي كماض مشترك.. وماضي استطاع المغاربة استيعابه وتجاوزه بسلاسة ملفتة للنظر، مثله مثل أحداث ومنعطفات تاريخية جمة مرت بها المملكة الشريفة.. فالسلطة في المملكة الشريفة الضاربة في التاريخ لا تحتاج لتاريخ الاستعمار والمقاومة كقنطرة للاستهلاك المحلي، ولا تحتاجه لتثبيت حكمها الذي يمتد لقرون وقرون..