تمغربيت:
لا يصح إلا الصحيح
لا يصح إلا الصحيح والحق أحق أن يُتبع.. هي الخلاصة التي وصل إليها، ولو مجازا، الدبلوماسي الأمريكي المثير للجدل جون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.
وقال جون بولتون، في تعليقه على السياقات التي وصل لها ملف الصحراء، بأن “المملكة المغربية كسبت النزاع على أرض الواقع”.. وهو التصريح الذي يعتبر تحولا جذريا في مواقف جون بولتون.. والذي عرف بعدائه الشديد للمغرب وبمساندته لأطروحة البوليساريو.
هذا الإقرار جاء على هامش لقاء الدبلوماسي الأمريكي مع السيدة ياسمين الحسناوي، الأستاذة الجامعية في العلوم السياسية.. والتي تُعد كتاب جديد حول النزاع في الصحراء المغربية، في سياق المستجدات الجديدة. وهو ما يمكن اعتباره إجماع داخل مكونات المشهد السياسي الأمريكي على مغربية الصحراء وعلى ضرورة الطي النهائي لهذا النزاع الذي أصبح يهدد استقرار المنطقة ومصالح واشنطن هناك.
استسلام بولتون
ويأتي “استسلام” بولتون وتخليه عن أطروحته القديمة، في ظل يقين الولايات المتحدة الأمريكية بأن البوليساريو أصبح تشكل بؤرة تهديد جدية للمنطقة.. ولكونها تعتبر قاعدة متقدمة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.. وانضاف إليها انفتاحها على الحرس الثوري الإيراني وميليشيات فاغنر الروسي، وهو ما يشكل تهديدا للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
المغرب قاعدة متقدة لمواجهة التهديدات العسكرية والأمنية
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط مع المغرب باتفاقية الشراكة الاستراتيجية.. والتي تجعل من المغرب قاعدة متقدمة لمواجهة التهديدات العسكرية التي تشكلها إيران.. وكذا التهديدات الأمنية التي تشكلها التنظيمات الإرهابية.
ويبدو أن ما وقع كل من مالي وبوركينافاسو وحاليا في النيجر، يفتح إفريقيا على مستقبل مجهول.. وهو ما دفع واشنطن إلى ضرورة تحصين حلفائها وتقويتهم في مواجهة واقع متوحش، وأيضا في ظل دخول فاعلين جيوستراتيجيين إلى المنطقة.. وهو المعطى الذي قد يهدد النفوذ الأمريكي في هذه “القارة المستباحة”