تمغربيت:
عُرف المعمار المغربي البديع بتفننه في بناء القلاع والحصون، ومخطأ من يظن أن بناء القلاع جاء مع دخول الإسلام.. بل إنه تواجد مع الإمبراطورية الموريتانية الطنجية الشامخة وعاصمتها شالة.. وهي نفس عاصمة المملكة المغربية الشريفة الآن “الرباط”.. حيث كان لها احتكاك مباشر مع الحضارة الرومانية العظيمة.
حضارة الأمازيغ صمدت لقرون
في هذا السياق، عرف المعمار المغربي ازدهار عظيم حتى قبل الميلاد. فقد شيد الأمازيغ بالمغرب حضارة ظلت صامدة لقرون في وجه الزحف الروماني. وعند دخول الإسلام وقتع معركة الأشراف بين أمازيغ المغرب والأمويين، والتي كانت السبب المباشر في انهيار الإمبراطورية الأموية.. حين جن جنون هشام بن عبد الملك، وقال قولته الشهيرة.. “والله، لأغضبن لهم غضبة عربية، ولأبعثن إليهم جيشا أوله عندهم وآخره عندي. ثم لا تركت حصن بربرى إلا جعلت إلى جانبه خيمة قيسي أو يمني”.. وهو اعتراف بامتلاك الأمازيغ بالمملكة المغربية لحصون عظيمة.
وبعد فتح الأندلس.. وأثناء عبور القائد المغربي الهمام بطل الأقوام ومخيف الأعجام، لجبل طارق الذي سُميّ باسمه، بنى حصن صغير في أعلى الجبل نظراً لموقعه الإستراتيجي ولسهولة مراقبة العدو، لتكون هذه أولى لبنات هذا الحصن العظيم.. وبعدها بقرنين تقريباً، أمر خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي بالمغرب بتوسعته وبدأ يأخذ شكلاً أكبر.
أناقة سلاطين بنو مرين لم تمر مرور الكرام على هذه التحفة المعمارية الشامخة، فقد أمر أبي الحسن المريني بتكملته، وهو السلطان الذي قيل فيه “هذا السلطان هو أفخم ملوك بني مرين دولة وأضخمهم ملكا وأبعدهم صيتا وأعظمهم أبهة وأكثرهم آثارا بالمغربين (الأقصى والأوسط) والأندلس”.
سنتطرق لهذه الحصون والمعالم التاريخية المغربية في الأندلس، لنكسر أعمدة فكرة الالتصاق بالمعمار المغربي الفريد تحت عناوين ومصطلحات لا نقبلها ولا يمكن تمريرها على العقل المغربي.