تمغربيت:
موريطانيا الطنجية، المغرب، المغرب الأقصى .. المغرب الكبير.. مراكش .. المملكة الشريفة .. الإمبراطورية الشريفة.. تسميات لبلد ودولة وأمة اتسمت بمميزات خاصة لهذا البلد وهاته الأمة.. وأيضا بمقومات ثقافية وحضارية ميزتها عن غيرها.. وراكمتها لأجيال وأجيال وعبر قرون من الزمن، قبل الإسلام، وما بعد الدولة الأمة زمن الإسلام، التي مثلت الغرب الإسلامي عبر تاريخ مغربي خالص، لم تَشُبه أيادي الأمويين ولا العباسيين ولا الأتراك..
هي إذا بثوابت الأمة التي انعقد عليها إجماع العلماء وتقبلها السلاطين ورضيت بها الأمة ( العقيدة الأشعرية في التوحيد.. والمالكية في الفقه.. وتصوف الجنيد في السلوك.. ومؤطرة بإمارة المؤمنين الحامية للدين والساهرة على تدبير شؤون البلاد والعباد ).
الحديث هنا عن الثقافة المغربية ومحدداتها، المستجمعة لعدد من الثقافات المحلية.. عن مجتمع حي بفضل ثقافة حية تبعث فيه الروح والحياة.. وعن الهوية المغربية ومحدداتها، الجامعة لمجموعة هويات في بوتقة مغربية.. والحديث هنا عن المغرب الجامع لما اختلف وتنوع وتعدد من تقاليد وأعراق وأعراف وثقافات وديانات.. وأيضا الحديث هنا عن “تمغربيت” التي تمثل الخصوصية المغربية (ثقافة وهوية)، والتدين المغربي المعتدل والوسطي، والنبوغ المغربي الخالص.. ضمن قيم كونية وعالم مُعولم وسط مجتمعات وثقافات وحضارات متنوعة ومتعددة .. بأسلوب ونمط مغربي منفتح ومتسامح ومتعايش ومتشارك مع الآخر/ الآخرين..
مغرب التميز..
فالمغرب تميز وانفرد بالثقافة الجامعة بين الفروقات (اللغوية والعرقية والدينية ووو).. وجعل من التنوع والتعدد وحدة وقوة وغنى (وليس العكس كما الحال في جهات أخرى من العالم، حيث مثل الاختلاف والتعدد مصدر عنصرية وحروب أهلية وأزمات إنسانية ووو).. فالمغرب فيه مسلمون ويهود ومسيحيون متعايشون.. وفي كل جهة أو منطقة ينطق المغاربة بلغات أو لهجات مختلفة، وتشكل مختلف روافده الإثنية مرجع وطبيعة هذه الأمة، في أبعادها الأمازيغية والعربية والصنهاجية والحسانية والموريسكية والإفريقية.. كما يختلفون في العادات والتقاليد سواء في الأكلات أو الألبسة أو مختلف الفنون التعبيرية من موسيقى إلى المواسم والتبوريدة، وكل ما يتعلق بالتراث المادي أو اللا مادي إلخ ..
ما سلف ذكره، يشكل جزءا مما جاء في مؤلف للدكتور المفكر والمؤرخ عبد الله بوصوف الذي عنونه ب: “تمغربيت: محددات الهوية وممكنات القوة الناعمة” الصادر عن مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة.
الكتاب يقع في حدود 287 صفحة من القطع المتوسط، موزعا على 30 عنوانا.. حاول من خلالها استدعاء التاريخ والدرس التاريخي عبر الشواهد والأحداث التاريخية الكبرى من أجل فهم أمثل للحاضر وبالتالي استشراف جيد للمستقبل..
وارتبطت مواد وفصول الكتاب كلها حول “تمغربيت”.. فكتب بوصوف عن “تمغربيت” وما ارتبط بها من ناحية المعاني ، والدلالات، والأبعاد، إلخ .. كما تطرق لقيم التسامح، والتضامن، والتعايش والتعدد الثقافي ووو من عناصر ثقافية تشكل “تمغربيت”.. كما أشار إلى الاستثمار في “تمغربيت” كقوة ناعمة، للتسويق، والترافع والدفاع، والتدبير الحسن والحكامة الجيدة، إلخ.. وتطرق أيضا إلى”تمغربيت” الجامعة والموحدة لمغاربة العالم، في الداخل والخارج، في المغرب وأوربا وأمريكا وإفريقيا وإسرائيل ووو من أجل تقوية تمغربيت فيهم كرابطة وطنية.. وأخيرا “تمغربيت” الإبداع والإنتاج والابتكار والثراء في المجالات الفنية والتراثية الحية (اللا مادية) والتمسك بها والاعتزاز بها..
وجاءت عناوين الكتاب بالتفصيل كالتالي:
تمغربيت وشم لا يزول، تمغربيت.. هوية وانتماء، ثقافة التسامح في تمغربيت، ثقافة الفرح في تمغربيت، قيم التضامن في تمغربيت، ثقافة الحب في تمغربيت، تمغربيت: الضرورة والإمكان، تمغربيت والترافع الإعلامي، تمغربيت.. وطنية ومواطنة، تمغربيت آلية تدبير، تمغربيت كنزنا الثقافي، تمغربيت في مسجد باريس، تمغربيت والتعدد الديني، اليهود المغاربة وعبقرية تمغربيت، سفراء تمغربيت، المرأة المغربية والهجرة، الابتكار المغربي، عندما تنتصر صلة الرحم، دروس من “الدروس الحسنية”، تمغربيت اعتدال ووسطية، فرصتنا الديمغرافية ورأسمالنا اللامادي، تمغربيت أساس كل تغيير، مغاربة العالم وتمغربيت والتنمية، اليوم الدولي للمهاجرين وتمغربيت، مغاربة العالم وحب الوطن، تمغربيت والبعد العالمي، تمغربيت والإبداع، التاريخ بصيغة المؤنث، تمغربيت والدبلوماسية، الملحون وجماليات تمغربيت تمغربيت والبعد الجمالي، تمغربيت على المائدة، العرض الثقافي وتسويق النموذج المغربي، العرض الثقافي والقوة الناعمة ممكنات القوة الناعمة، تمغربيت المستقبل.