تمغربيت:
بعدما بدأنا سلسلة.. بين المغرب والأندلس من صدر الحضارة لمن؟ وبعدما دققنا وفصلنا في عدة مقالات، حول أهم المحطات من تاريخ الأندلس.. اكتشفنا أن الأندلس ماهي إلاّ امتداد للحضارة المغربية هناك.
فقد كنا قد رأينا كيف فتح طارق بن زياد الأندلس، وكيف وحد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الأندلس.. وقضى على ملوك الطوائف وأنهى تعجرف ملوك قشتالة في معركة الزلاقة، وكرس التفوق المغربي على القشتالين.. ووقفنا على ملاحم خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي في معركة الأرك الخالدة، حينما أجهض حلم القشتاليين في إيجاد موطئ قدم لهم في أرض الأندلس لؤلؤة المغرب الإسلامي و بعدها حافظ المرينيون على علوم الأندلس وأخروا سقوطها لقرنين من الزمن على الأقل.
في نفس السياق، كان ولاء ملوك مدن الأندلس في عهد المرينيين معلناً من خلال استنجادهم أكثر من مرة بسلاطين الإمبراطورية المغربية الشريفة في وقت الضيق واقتراب الخطر القشتالي.
كما تشبع ملوك الأندلس بالثقافة المغربية، وتأثروا بالمعمار المغربي خاصة في عهد بنو الأحمر، فقد كان الملك عبدالله الصغير آخر ملوك غرناطة، والذي حمل لقب “الزغبي” الذي لن يفهمه إلاّ المغاربة وإتخذ الإسبان هذا اللقب كذلك Boobdil el Chico، والتي تعني المسكين الصغير وهو المعنى القريب لكلمة “الزغبي” المسكين او الغير المحظوظ.. قلنا كان هذا الملك يمتشق دائما السيف الزناتي المغربي، الذي يحمل عبارة الموحدين ولا غالب إلاّ الله.. فأين هي الثقافة والحضارة المشرقية في الأندلس إذن.. فكل دروب الأندلس تنطق بمغربيتها فقد سبقت ريشة الفن والمعمار والتراث المغربي، حسابات مزوري التاريخ.