تمغربيت:
يعود تاريخ اكتشاف ضريح السعديين بمراكش لسنة 1917، من طرف مصلحة الفنون الجميلة والمباني التاريخية بالمغرب.
ويُبرز هذا الاكتشاف افتخار المغاربة بانتمائهم لإمبراطورية عريقة وضاربة في القدم.. وأمة ونتاج لعدة قرون من التواجد المادي والسياسي، فيما شبه بعض المؤرخين الأوروبيين المغرب باليابان نظراً لتاريخه القديم. وهذا بالطبع يزيدنا اعتزازا أكثر باسم المغرب، وتشبت أكبر بالهوية المغربية.. فنحن كمغاربة متأكدون أن كل ما هو أصيل هو بالأساس مغربي.
بداية ملامح البروتوكول الملكي..
في هذا السياق، بدأت ملامح أناقة البروتوكول تتجلى أكثر في عهد المرينيين.. ومن بين هذه البروتوكولات، دفن السلاطين وإنشاء أضرحة خاصة بهم تنتشر، مثل تلك الموجودة بفاس وشالة بالرباط. فقد كانوا يتفننون في زخرفتها.. والشيء الجميل أن لكل سلالة حاكمة مرت على أرض المغرب، إلاّ وكانت لها بصمة خاصة ومتميزة في المعمار المغربي الأصيل.
وهكذا تأثر الشرفاء السعديين بفكرة الاضرحة، حيث قاموا بوضع أولى لبنات الضريح السعدي للسلطان عبد الله الغالب سنة 1557.. فشيدوا معلمة يعجز اللسان عن وصفها، وتنتهي الكلمات قبل أن تعطي لهذا الضريح حقه من الجمال والروعة والدقة.
كما تم لأول مرة بالمغرب بناء سقف منقوش من الذهب الخالص تحيط به أشكال جبصية تسمى المقرنصات، مع نقوش دقيقة ومعقدة للغاية، تتناغم مع طريقة الزليج السعدي. ولربما يشبه لحد كبير طريقة “مخبل لعقول” الموجود الآن.. وتم بناء هذا الضريح بجانب مسجد القصبه، الذي بناه خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي بمراكش.
الأشراف العلويين.. استمرار ترسيخ للهوية المغربية
ولتسير دولة الأشراف العلويين على نفس النهج في تشييد ضريح محمد الخامس بالرباط.. ضريح متميز بلونه الأبيض الناصع من الخارج. وأما من الداخل فقد أنهى بها الأشراف العلويين علم المعمار..ولربما نحتاج فيها لمقالات عديدة لإعطاء كل جزء من هذا الضريح نصيبه من الجمال والمدح.