تمغربيت:
لو كان الاستبداد رجلا..
“لو كان الاستبداد رجلاً وأراد أن ينتسب، لقال: أنا شنقريحة الشر، وكابراناتي الظلم، وإعلامي الإساءة، وزعيم الغدر و الضر.. وسياستي الذل، وتوجهاتي الفقر، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة”.
هي الجزائر صاحبة ثروة من الغاز الطبيعي تصل قدرته الإنتاجية إلى 45 مليار متر مكعب.. وطموحهم الوصول إلى 55 مليار متر مكعب بحلول سنة 2030، بالإضافة إلى تصدير كميات وافرة من هذه الثروة، طبعا مقابل مصالحهم الخاصة.
الماما فرنسا.. الغاز الجزائري فالجيب
الماما فرنسا هي المستفيد الأول من ثروة الغاز الطبيعي الجزائري، مقابل إرضاء دولة كانت سبب بؤسهم لسنوات طوال.. لكن لا حياة لمن تنادي، فدولة “الكابرانات”، مجرد “كراكيز” بيد فرنسا المستعمرة ، يخالون ويحسبون أنهم تحرروا من عبودية “الفرانسيس”.. و كل ما يملكون من وطنهم هو الاسم فقط.
مصير غاز الجزائر في ظل غزو الطاقات المتجددة للعالم؟
الجزائر تفقد سيطرتها أمام الوضع الراهن، وتفقد قدرتها على إغراء فرنسا لمواصلة دعمها سياسيا ودبلوماسيا.. و بقائهما جنبا إلى جنب ضد مملكة الشرفاء، ولم يكن في حسبانها يوما أن الطاقات المتجددة ستحل محل الغاز الطبيعي كونها صفقة اقتصادية مربحة.
فكيف لها أن تعرف؟ وهمها الوحيد هو مراقبة المملكة المغربية، على شاكلة تلميذين في قسم واحد.. أحدهما يجتهد ليل نهار للوصول إلى مبتغاه، والآخر يراقبه حسدا وبغضا، راجيا الوصول الى ما وصل إليه الآخر، بالتمني و دون أدنى مجهود.
فرنسا بعدما ستنتهي من استنزاف ثروات الجزائر، ستعامل مع هذه الأخيرة كما لو أنها “بائعة هوى” انتهت صلاحيتها.. فأصبح مأواها في نهاية المطاف، قارعة الطريق، راجية من يشفق على حالها.. وهو أمر ليس بالبعيد، بداية ، بانقلاب الدول الافريقية وطردهم فرنسا من أراضيهم، ونهاية ، بانتهاء زمن الغاز الطبيعي وحلول الطاقات المتجددة كبديل.
نهاية مستحقة، لسيناريو كتبته دولة العسكر، و نسيت أن القدر هو من يكتب النهاية.