تمغربيت:
توضيح يعقبه تنبيه
تسيل الحضارة المغربية العريقة مداد الكثير من المدلسين ومزوري الحقائق.. وذلك للالتصاق بكل ما هو مغربي، ومحاولة تغيير بعض الكلمات لتناسب الجميع.. والمقصود هنا واضح ومفهوم، فالحضارة المغربية نتاج لقرون من التاريخ والمعارك الطاحنة حافظنا فيها على الثقافة والهوية والحضارة المغربية.. والتي أعطتنا كلمة تجري في عروقنا “تمغربيت”، وهي غير قابلة للقسمة على إثنين فما بالك بأن نتشاركها مع الجميع.
بنينا الحضارة في المغرب ثم في الأندلس.. والتاريخ في الإمبراطورية المغربية الشريفة لازال شامخا وماثلا للأعين، فكل من يدعي بناء طوبة في الأندلس، عليه أولاً أن يرينا ماذا بنى على أرضه وفي بلاده.. ليكون المعمار في الأندلس النقطة الفاصلة بين الالتصاق والتدليس والحق.
فلا يمكن أن تبني بلدان الغير وتنسى بلدك الأصلي.. فهذا مثال نضربه لمن ينسب حضارة وتاريخ المملكة المغربية الشريفة في الأندلس له أو لغيره.
الحضارة المغربية في الأندلس
في هذا السياق أمر أمير المسلمين يعقوب المنصور الموحدي ببناء جامع الكتبية وجامع حسان.. ثم نقل بعدها الحضارة والمعمار إلى الأندلس جوهرة الإمبراطورية المغربية الشريفة، ويبني فيها معلمة لازالت شامخة إلى الآن، ألا وهي جامع خيرالدا بإشبيلية.. ليكون نسخة طبق الأصل حتى في أدق التفاصيل مع معلمتي الرباط ومراكش.
هذا التطابق وهذا التماثل سيمتد إلى الأسوار التي تحيط بمدينة إشبيلية وكأنك في مدينة الرباط أو سلا، حيث تشابه أزقة المدينة وغيرها من المعالم الاخرى. فأوجه التشابه بين المدن المغربية والأندلس لا يمكن أن تخطئها العين بشهادة المؤرخين.
على الجانب الآخر، نرى فرقا شاسعا وواضحا بين المعمار المغربي الأندلسي والمعمار البيزنطي الأموي والتي شارك في بناءه المغاربة كذلك حسب كتاب مدن وأثار إسلامية في العالم بالضبط في الصفحة 100.. ” ثم أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتشييد الجامع الأموي عام 98هـ / 716م. واستمر بناؤه حتى تم ذلك في عهد أخيه سليمان بن عبد الملك وكان قيما على بنائه أيام أخيه. وقد كان الجامع آية في بنائه وعجيبة من عجائب عصره، وقد استدعى الوليد لإنجاز هذه المهمة الشاقة العمال من كل مكان فاستعان بذوي الخبرة والدراية فجمع لبناته حذاق فارس والهند والمغرب والروم “.
أينما وُجد الجمال وجد المغرب وأينما رأيت سحرا فابحث عن صانع مغربي أو يد مغربية
ولا غالب إلا الله