تمغربيت:
صفحة مشرقة جديدة من صفحات تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تاريخ صنعه الأجداد رحمهم الله، فقد جاهدوا بأرواحهم لإعلاء اسم المغرب والحفاظ على هذه الأرض الشريفة.
فقد كان سلاطين الإمبراطورية المغربية الشريفة يتميزون بكاريزما وعنفوان لا مثيل لهم.. فكل حاكم يجلس على عرشه، إلاّ وتبادر إلى ذهنه أمجاد ومعارك الأجداد.. وأنه من أحفاد أقوى الرجال الذين حكموا أرض المغرب، كالملك الموري باكا وطارق بن زياد فاتح الاندلس.. ويوسف بن تاشفين بطل معركة الزلاقة.. ويعقوب المنصور الموحدي الذي حكم أكبر إمبراطوريات التي مرت عبر التاريخ.. وصولا إلى يعقوب المنصور المريني الذي قيل أنه لم يخسر معركة قط. فهذه الانجازات كانت دائماً تكون حافز ومصدر قوة وفخر لكل سلطان مغربي.
السلطان المغربي في مواجهة طغيان ملك البرتغال
وفي هذا السياق وبعدما طغى ملك البرتغال سيباستيان الأول، وقام بتنصير قارة أمريكا بأكملها رفقة القشتاليين.. عزم على قطع البحر جنوباً، نحو المملكة المغربية الشريفة التي كانت تحت حكم الأشراف السعديين. وهو ما أثار عضب السلطان المغربي عبد الملك السعدي، فكتب له رسالة مزلزلة من دار ملكه بمراكش.. وهذا ما جاء فيها :
“إِلَى الطاغية، إِن سطوتك قد ظَهرت فِي خُرُوجك من أَرْضك، وجوازك العدوة، فَإِن ثَبت إِلَى أَن نقدم عَلَيْك، فَأَنت نَصْرَانِيّ حَقِيقِيّ شُجَاع، وَإِلَّا فَأَنت كلب ابْن كلب”. من كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء 5 ص79.
وبعدها وجه رسالة خاصة للمغاربة، جمع فيها كل القبائل المغربية القوية.. لصد الهجوم الأوروبي الصليبي، فتحطمت صخرة الإمبراطورية البرتغالية في معركة الملوك الثلاثة أو وادي المخازن.. ليكون سيباستيانهم هذا الأول والأخير في تاريخ البرتغال.
فقد كانت هذه سلسلة من رسائل، التي سبقت أكبر المعارك في تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة، والتي تبرز هيبة وقوة سلاطيننا عبر التاريخ.