تمغربيت:
ملاحم وبطولات..
سنواصل التطرق من خلال سلسلة مقالات، لهيبة سلاطين المغرب من خلال مراسلاتهم.. والتي حفظت في أمهات الكتب، لتكون شاهدة على عنفوانهم وقوتهم وبطشهم ضد العدو.
هو إذن أمير وخليفة المسلمين يوسف بن تاشفين، الذي جعل من مدينة مراكش دار ملكه، بالإمبراطورية المغربية الشريفة.. وبها استقبل وفود ملوك الطوائف، الذين قدموا إليه يطلبون منه العون والتصدي لأطماع القشتاليين.. فلم يعد خنوعهم وجزيتهم كافية لمنع هذا الأخير من التوسع على حسابهم بالأندلس، فلم يكن لهم من ملاذ ولا مآب إلى دار الملك ومركز الخلافة في مراكش.
إعلان النفير من طرف أمير المسلمين
وبعد عرض المسألة من طرف أهل الحل والعقد في الأندلس.. تشوقت نفس أمير المسلمين بالمملكة المغربية الشريفة للجهاد، وجهز سفنه للتوجه إلى جبل طارق، وعند وصوله، استُقبل استقبال الفاتحين ثم عبر قرطبة وإشبيلية ليصل إلى مملكة قشتالة المرعبة.. واستطاعت هيبة خليفة المسلمين يوسف بن تاشفين وثقة بنفسه أن تدفع الكثير من ملوك الطوائف للتحرك للالتحاق به بعد ان تمكن منهم الوهن وحب السلطة وكراهية الجهاد.
ابن تاشفين في مواجهة ملوك أوروبا
فبعد أن استعان ألفونسو السادس بجيوش فرنسا والبرتغال وألمانيا وانجلترا لتحارب بجانبه.. توجه ملك قشتالة إلى الساحة وخاطب أمير المسلمين يوسف بن تاشفين حاملا صليبان عليهما صورة المسيح ويقول يمكن أن “أحارب الجن والإنس وأقاتل ملائكة السماء، وأقاتل محمداً وصحبه”..
ولابد أن الطاغية ألفونسو السادس، كان يراها حرب مسيحية ضد الإسلام.. فأجابه خليفة المسلمين يوسف بن تاشفين برسالة يقول له فيها: “بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفن تعبر بها إلينا فقد عبرنا إليك، وستعلم عاقبة دعائك، {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}” كتاب الأندلس من الفتح إلى السقوط الجزء 9 الصفحة 10.. ثم عرض عليه خليفة المسلمين الإسلام أو الجزية أو الحرب.. فقامت معركة الزلاقة التي كسرت شوكة القشتاليين وجعلتهم يعلمون أن هناك إمبراطور عريقة يقام لها ويقعد.. والتي سنفصل فيها في القادم من الحلقات إن شاء الله..
ولا غالب إلاّ الله