تمغربيت:
الذي يَعتبِر الصحراءَ غربيةً لا حق للمغرب فيها خائنٌ لوطنه.. وليس أهلا للدفاع عن فلسطين، لأنه يدافع عن فلسطين بمنطق يخالفه إذا تعلّق الأمر بالقضية الوطنية..
فإذا كان سكان الصحراء المغربية شعبا مستقلا بذاته، حسب ادعاء أصحاب أطروحة “الصحراء الغربية”؛ فما الذي يمنع يهود الكيان الصهيوني من أن يكونوا شعبا كباقي الشعوب؟! الانسجام يقتضي إثبات صفة “شعب” للطرفين.. حتى يبقى المدافعون عن أطروحة “الصحراء الغربية” أوفياء لمرجعيتهم المتهافتة؛ وإلا كان موقفهم مغرضا وانتقائيا.
وإذا كان لساكنة الصحراء المغربية حقٌّ في “تقرير المصير”، فكذلك هو حق يهود فلسطين؛ أليس من حقهم الانفصال وتأسيس “دولة” يستدعون لها من يشاؤون من يهود العالم.. ويتصرفون فيها وفق قرارهم السيادي.
ليس يهود الكيان الصهيوني شعبا، ولا هم الصحراويون كذلك. ومن يفتح باب الفوضى والفتنة والادعاءات المغرضة والمقاربات الفاسدة في قضية الصحراء المغربية، ليس له حق إغلاقه إذا تعلق الأمر بقضية فلسطين. ومن أراد الدفاع عن الحق التاريخي، فهو حق للشعب المغربي في صحرائه كما هو حق للشعب الفلسطيني في أرضه.
وهنا يجب أن نتساءل أيضا عن مدى مصداقية بعضِ المدافعين عن فلسطين وهم في قضيتهم الوطنية مهملون مفَرّطون، أو مستهدِفون متداعون؟! كيف يخلصون للوطن العربي والمغرب العربي وقد تآمروا أو تداعوا على حق دولة رئيسية من دولهما؟! كيف يحبطون تقدم الوطن وينخرطون في استراتيجية الدفاع عن الأمة؟!
المشكل أعمق من أن يكون مشكل شعارات فحسب، بل هو مشكل وعي ونظرية في الأصل. لا تنكبّ بعض التيارات على فهم القضايا في موضوعيتها وفي واقعها الملموس، فتُنتِج مواقفَ فاسدة ومتناقضة من قبيل “الوفاء للأمة والقومية وإهمال القضية الوطنية، وفي أسوأ الحالات معاداتها”.
ونحن نقول: “إن من يستهدف وطنه ليس أهلا ولا ثقة للدفاع عن أمة”.