تمغربيت:
تنعم الإمبراطورية المغربية الشريفة بموقع جغرافي متميز، جعله محط اطماع الكثير من الدول خصوصاً الإمبراطوريات الثلاث الكبرى في تلك الحقبة (الإسبانية والبرتغالية والعثمانية).
استطاعت الإمبراطورية المغربية أن تفرض نفسها وسط أطماع تلك الدول.. والتي كانت تتجدد من فترة لأخرى، وهو ما دفع بالمملكة الشريفة للاتجاه إلى الصناعة الحربية.. خصوصاً في عهد الدولة المرينية، وتطور بعد ذلك بصورة لافتة في عهد الشرفاء السعديين، حيث أنشأ السلطان المنصور السعدي مستودع للأسلحة والذخيرة سماها “دار العدة”.
وبعد مجهودات كبيرة من البحث تمكن السعديين من إنتاج مدفع بمواصفات مدمرة.. وهو ما اعتبره المؤرخون فخر الصناعة المغربية.
مدفع ميمونة أو لالة ميمونة.. هو مدفع ضخم يبلغ طوله 5 أمتار ووزنه أكثر من 14 طن، وهو مصنوع من معدن النحاس الخالص. ويتميز بشكله الكبير الذي كان قد بث الرعب في نفوس جيوش الخصم وكان يصل مدى القذيفة إلى 1000 متر، حيث كان له دور حاسم في حصار السعديين لمدينة آسفي وتحريرها من الاستعمار البرتغالي، كما كان من بين العوامل التي ساهمت في تكسير شوكة الإمبراطورية العثمانية وسحقهم في معركة واد اللبن التي قضت على أحلام العثمانيين في المغرب. بالإضافة إلى مساهمته في هزيمة وإسقاط هيبة إمبراطور البرتغال سيباستيان في معركة الملوك الثلاث سنة 1578م.
لقد حافظت الإمبراطورية المغربية الشريفة على هيبتها وأسست لقوة عسكرية شكلت حجرة تكسرت عليها أطماع أعتى الإمبراطوريات في العالم آنذاك.