تمغربيت:
وعلى عكس دخول فرنسا بسهولة تامة إلى الجزائر بدون مقاومة تذكر (فالقوم ينتقلون بسلاسة قل نظيرها من استعمار إلى آخر).. فقد تطلب تفرغ فرنسا وإسبانيا للمملكة الشريفة كثيرا من التأني والانتظار وتَحيُّن فرصة اختلال موازين القوى ضد المغرب مع استعدادات وتحضيرات خاصة.. ولم تتجرئا فعلا على التدخل في الشأن والداخل المغربي.. إلا بعد خوضهما لمعارك جس النبض ضد المغرب ظهر من خلالهما اضمحلال وضعف بل وانهيار القوة التي كانت تشكلها المملكة الشريفة..
معركة إيسلي.. ضريبة دعم العملاء
ثم كانت معركة إيسلي سنة 1844 بين فرنسا والمغرب المتهم بمساندة الأجير عبد القادر الجزائري والتي انهزم فيها الجيش المغربي. وكانت المعركة الثانية بين إسبانيا والمغرب في معركة تطوان سنة 1860 التي انهزم فيها المغاربة أيضا.
وحيث أن التنافس على احتلال المملكة الشريفة كان، فرنسيا وإسبانيا وبريطانيا، مع منافسة ألمانية لهم.. فقد عمدت فرنسا قبل فرض الحماية والانتداب على المغرب، أن تحاور هذا الطرف وتفاوض طرفا ثانيا وتبعد أطراف أخرى، عساها تظفر بتسيير شؤون بلاد المغرب من أجل السيطرة على ثرواته..
في هذا السياق، وقّعت فرنسا بعض الاتفاقيات مع دول أوربية أخرى من أجل الظفر بالمغرب مقابل تنازلها عن احتلال مستعمرات أخرى لصالح تلك الدول.
° 10 يوليوز 1902: اتفاق سري بين فرنسا وإيطاليا حول المملكة الشريفة
تم الاتفاق الأول بين فرنسا وإيطاليا حول المغرب وليبيا.. في مثل هذا اليوم: 10 يوليوز 1902.. اتفاق سري بين فرنسا وإيطاليا يقضي باعتراف فرنسا بمصالح إيطاليا في ليبيا مقابل اعتراف إيطاليا بمصالحها في المغرب
_ كما تم الاتفاق الثاني بين فرنسا وبريطانيا حول المغرب ومصر سنة 1904، حيث تنازلت بريطانيا لفرنسا عن المغرب كمجال للنفوذ، مقابل اعتراف فرنسا لبريطانيا بمصالحها في مصر.
_ ثم جاء مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 بمشاركة 12 دولة، ليجد المغرب نفسه أمام اتفاق الدول العظمى فيما بينها وبالتالي انتهت أحلامه باللعب على التوازنات الدولية لحماية سيادته.
_ وأخيرا الاتفاق بين فرنسا وألمانيا حول المغرب والكونغو حيث انتهت الأمور بانفراد فرنسا وإسبانيا بالمغرب.
هذه مجموعة من الصفقات الثنائية فيما بين فرنسا ودول أوربية، قبل انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء، تمهيدا لاحتلال المغرب.
تمغربيت | جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة (tam.web-zone.shop)