تمغربيت:
إيران الشرق الأوسط وجزائر غرب البحر المتوسط.. وجهان لعملة واحدة
إذا كانت إيران الملالي تمثل خطرا وعدوا وهاجسا يحاول تصدير نموذجه (تصدير الثورة) الشمولي البائس إلى دول الجوار.. وهو الأمر الذي احترقت وانقسمت واكتوت به كل من البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان..
وإذا كانت إيران، تشكل عند غالبية المشارقة العرب، الخطر الأخطر من إسرائيل.. كونها أينما حلت حل الخراب والحروب الأهلية وانقسام الدول والانقلابات، ناهيك عن الأزمات المالية والاقتصادية والفقر والهجرة والتهجير إلخ
فإن الجزائر غرب البحر المتوسط تمثل النسخة المُثلى للنموذج الإيراني في المنطقة.. نموذج جزائري يمثل العسكر والدكتاتورية في أسلوب الحكم والسلطة.. نظام منعزل عربيا وإفريقيا وأمميا.. كيان منغلق ومُغلِق لأغلب حدوده عن الجيران.. تاركا شعبه وسط سجن كبير مفتوح.
الجزائر.. قرن الشيطان في غرب المتوسط
فالجزائر نسخة شيطانية تدخلت من قبل عسكريا في قفصة التونسية.. وتشهد أزمات على الحدود من حين لآخر بينها وبين ميليشيات ليبية خصوصا ميليشيات حفتر.. كما تدخلت لتنفيذ انقلاب بموريتانيا.. وتسببت في حرب الرمال ضد المغرب (63) ومعارك أمغالة واحد وأمغالة اثنين (76).. فضلا عن دعم جبهة إرهابية انفصالية بالمال والسلاح والدبلوماسية ضد وحدة المغرب الترابية ل48 سنة.. إلخ
هذا الشيطان المدعي للجيرة والسلم والإسلام (في حالات الضعف والأزمات أو في المحافل الدولية) لا يرقى إلى من هم أبعد كل البعد عن المملكة الشريفة منه، مثل ألمانيا أو بريطانيا أو البرتغال أو إسبانيا وبلجيكا إلخ بلدان أوربية مسيحية.. حيث وجد المغرب والمغاربة فيهم الخير الذي لم يجدوه في شيطان شمال إفريقيا هذا.. وجد فيهم السند والعقل والحكمة والدعم لوحدته الترابية، كما وجد فيهم الشركاء التجاريين والعسكريين والاستراتيجيين والاقتصاديين إلخ بينما وجد إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية من جارة السوء والشر هذه..
ثم ها هي إيطاليا، التي استفادت من إكراميات هذا النظام البليد الذي يبيع غازه بأرخص الأثمان، لا لشيء، فقط لاستمالة الدول ضد وحدة المغرب الترابية.. تقترب أكثر من أي وقت مضى من أجل ربط علاقات أكثر وأفضل وفي مجالات أوسع مع المغرب، الذي يعتبره الجميع بابا للولوج إلى إفريقيا، باعتبار قوته الاستثمارية داخل إفريقيا بفضل شبكته البنكية المنتشرة في إفريقيا والعالم، وشركاته المتعددة المستثمرة داخل القارة السمراء.
أما فرنسا التي ستأتي خاضعة بعد حين أو بعد وقت غير بعيد، فقد “جنت على نفسها براقش” حين ربط الابن ماكرون علاقات منحازة مع المهبول تبون.. فها هي تحترق وتغرق مع ماكرون وحزب ماكرون.. كما هو حال الجزائر التي تحترق مع احتراق نظامها وجنرالاتها.
هذا وإن كانت إيران، قد نجحت نسبيا، في قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية، جعلتها تعيد النظر في أولوياتها السياسية، فتمكنت من إعادة تطبيع علاقاتها مع السعودية، كما تحاول التطبيع مع جميع الملكيات بالشرق الأوسط.. فإن جنرالات الجزائر ما زالوا في سباتهم ينعمون، حيث وقف بهم الزمن في سبعينيات القرن الماضي.. لا يولون للتغيرات الإقليمية والدولية أهمية تذكر.. في انتظار تسونامي سيجرفهم قريبا كما حصل لأقرانهم في الجمهوريات العسكرية الشعبية العربية الاشتراكية القومية مثل اليمن والعراق وليبيا وسوريا..