تمغربيت:
بقلم الأستاذة بهيجة سيمو: مديرة الوثائق الملكية
خلفيات اللون الاحمر في العلم الوطني المغربي
وبصرف النظر عن الأسباب الداعية إلى استصدار الظهير، فإن قراءة مضمونه قد تكشف عن بعض أسرار هذه الرمزية. فالبداية يقدمها مغزى المحافظة على أرضية الراية بإقرار اللون الأحمر السائد إلى ذلك الحين.. حيث كان اللون الأحمر مرتبطا بأهداف المخزن المغربي قبل الحماية، الرامية إلى توحيد أقطار البلاد وحماية التراب المغربي من الغزو الأجنبي.
ومما يثير الانتباه ضمن التغيير المحدث سنة 1915 هو الإبقاء على أرضية حمراء، استحضارا وتيمنا بالراية المتداولة على عهد السلطان مولاي الحسن.. وإثبات رسم نجمة خماسية خضراء اللون. فإلى ذلك العهد ظلت الراية المغربية حمراء خالية من أي لون آخر ومن أية شارة رسمية. فكان التغيير البارز الذي أتى به هذا الظهير هو إدخال النجمة الخماسية التي اكتفى الظهير بالإشارة إلى كونها رسم الخاتم السليماني بلونها الأخضر.
النجمة الخماسية.. رمز يجب الوقوف عنده
وإذا كان هذا اللون يرمز لشعار العلويين، كما بيناه سابقا، فإن النجمة كرمز تستوجب الوقوف عندها بشكل أكثر تعمقا.
لا يوجد في المغرب رمز أكثر تداولا من النجمة الخماسية. فقد وظفت على المستوى الرسمي في المعالم العمرانية الدينية إذ نجدها على رأس الجامور الذي يعلو صوامع المساجد. كما كان للنجمة حضور في الأختام المغربية وفي المسكوكات النقدية. وكان للنجمة حضور على المستوى الشعبي، إذ وظفت من أجل الحماية من الشرور وعلقت على أبواب البيوت وعلى سروج الخيل وفي مرابطها. وحتى يتمكن القارئ من الوقوف على حضور النجمة كرمز يجب فهم دور الرمز في بنيته الثقافية وفي ممارسة الحياة اليومية أو بمعنى آخر في أنماط العيش.
كما اهتم بعض المؤلفين بتفسير حمولة النجمة واعتبروها من رموز أهل بيت النبوة.. ومنهم من رأى أنها ترمز لأركان الإسلام الخمسة ومنهم من رأى فيها عدد حروف البسملة .
وتجدر الإشارة إلى ظهور نوع من التردد في تأويل شكل الخاتم السليماني الوارد في ظهير الإحداث، بين الخماسي والسداسي، وهناك وثائق تشير إلى هذا التردد لكن الثابت أن النجمة الخماسية هي المقصودة في الظهير المشار إليه، وهذا لا يمنع من كون النجمة السداسية كانت رمزا آخر من رموز الدولة الشريفة المميز أحيانا للعملة المغربية والأختام السلطانية، مما يشهد به الرصيد الوثائقي المخزون بمديرية الوثائق الملكية وغيرها.