تمغربيت:
كنا قد رأينا في الأسابيع القليلة الماضية الجدل الذي أثارته صورة مفتاح لشبونة في بلاد العجائب والغرائب والفقر التاريخي، والقحط الحضاري.. بلاد يتكلم فيها البيطري في التاريخ والرياضي في السياسة والرئيس في الخضر والتوابل.
“بغلنة الشعب الجزائري”
في هذا السياق، وخلال مراسيم استقبال زين الأسامي في البرتغال.. قام والي مدينة لشبونة بإهداءه مفتاح المدينة.. وهو التذكار الذي تسابقت النخبة المكلفة “ببغلنة الشعب الجزائري” بالجزم أنه مفتاح طارق بن زياد،.. وقد أعيد إلى أصحابه بمنطق “يا الجزاير مبروك عليك طارق بن زياد رجع ليك”.
هذه الواقعة جعلت العالم ينظر إلى القوم بنوع من السخرية وكثير من الشفقة.. بالنظر إلى أنها كرست ففقرهم التاريخي، الذي جعلهم يتوهمون ويختلقون قصص من وحي الخيال..
إن هذه العنتريات تعيد إلى أذهاننا تساؤل رئيس فرنسا حول وجود أمة جزائرية قبل الإستعمار الفرنسي. وهو السؤال الذي يعقبه تأكيد ونفس.. تأكيد هذه الحقيقة التاريخية ونفي لوجود أي شكل من أشكال الدولة أو الأمة منذ فجر التاريخ وإلى غاية 1962.
التاريخ دائما ما ينعكس على هيبة الدولة
إن دولة مثل البرتغال لها تاريخ عريق، والتاريخ دائما ما ينعكس على هيبة الدولة وبروتوكول الاستقبال.. ومن بين هذه البروتوكولات المعمول بها هو تقديم مفتاح مدينة لشبونة كهدية لأي رئيس دولة يزور البرتغال، كجزء من البروتوكول المعمول به وفقط.
وهكذا فقد سبق أن أهدت البرتغال نفس المفتاح للرئيس المصر عبد الفتاح السيسي ذلك المفتاح، ورئيس إيرلندا، “وغيرهم الكثير من الرؤساء”.. ولا علاقة لهذا المفتاح لا من قريب ولا من بعيد بطارق بن زياد، كما ليس للجزائر علاقة لامن قريب ولا من بعيد بهذا البطل المغربي فاتح الأندلس.