تمغربيت:
الأندلس بين خيانات بنو الأحمر وجهاد سلاطين المغرب
رأينا في مقالات سابقة كيف فتح طارق بن زياد الأندلس، وقضى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين على فتنة ملوك الطوائف.. وضم جميع أجزاء الأندلس إلى الإمبراطورية المغربية الشريفة، وحافظ عليها الموحدون والمرينيون..
التاريخ ليس كله جميل..
ومما لاشك فيه أن التاريخ لايحمل في طياته كل ماهو جميل، فهناك دائما الجانب المشرق والمظلم.. ولطالما ارتبط اسم بنو الأحمر أو بنو نصر لدى أذهان الكثيرين بمآثر مدينة غرناطة وقصورها.. ولكن هناك جوانب أخرى ذكرها التاريخ وأنكرها المسلمون، واعتبرها البعض وصمة عار في جبين آخر أسرة حكمت في الأندلس.
معاهدة مخزية
في هذا السياق، تذكر كتب التاريخ بأن محمد بن يوسف النصري المشهور بابن الأحمر كان قد عقد معاهدة صلح مخزية مع فرناندو الثالث ملك قشتالة.. يسلمه بموجبها بعض الحصون التابعة له، ويدفع له جزية سنوية ويصبح تابعا للعرش القشتالي يحارب معه وقتما احتاجه ملك قشتالة ولو ضد المسلمين، كما فعلوا ضد المرينيين بالمغرب في أكثر من مناسبة.
ورغم هذه معاملة التي لا ترتكن لدين ولا ترتكز على شرع، إلا أن أخلاق وشيم سلاطين المغرب كانت دائماً تفيض بالتسامح والعفو.. وهم الذين كان لهم دور بارز في الحفاظ على الأندلس لقرنين على الأقل.. إلاّ أن خيانات بنو الأحمر عجلت بضياع هذه القطعة الجميلة من بلاد المغرب..
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
في هذا الصدد، ظهر التحالف بين بنو الأحمر والقشتاليين أثناء حصار فرناندو الثالث لإشبيلية أكبر مدن الاندلس آنذاك.. حين ساعدوه بخمسمائة جندي في حصار استمر لخمسة عشرة شهرا، وهو ما أدى إلى سقوط اشبيلية وتبعتها بعد ذلك الكثير من الثغور الأندلسية إلى أن أتى اليوم الذي سقطت فيه غرناطة وسقط معها حكم بني الأحمر أيضا.