تمغربيت:
على نهج الفاغنر..
يخلقون عصابات ومنظمات تخدم أجنداتهم العدائية أو التوسعية.. ثم تكبر فتكبر.. في غفلة عن صانعها.. إلى أن تصبح ندا له أو منافسة له أو بكل بساطة تلتهمه..
هذا ما نعاينه حاليا في أزمة أو تمرد مرتزقة فاغنر (صنيعة روسيا) ضد روسيا.. وهذا ما عايناه مع قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، في السودان.. والتي شُكِّلت من مقاتلي ما عُرف باسم “الجنجويد” من طرف الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي أطاحه “انقلاب عسكري” في عام 2019.
الجزائر على نهج القذافي..
هناك أيضا، عصابة وقوات إرهابية من صنع الجزائر والقدافي، تقبع في منطقة تندوف، منذ قرابة نصف قرن، من الزمن.. دون بصيص أمل ولا بريق حل في الأفق.. بل حتى الصنيعة الجزائر تعيش أزمات داخلية على جميع المستويات السياسية والحقوقية والاجتماعية والمالية واللاقتصادية.. فضلا عن تخلي غالبية دول المعسكر الشرقي سابقا عن الجزائر وجبهة البوليساريو.
كما أن نجاح الدبلوماسية المغربي في طي ملف الصحراء، والذي لم يعد يُنظَر إليه دوليا وأمميا سوى من منظار نزاع سياسي إقليمي فقط لا غير.. مقابل فشل البوليساريو والجزائر فشلا تاما في إحراز أي نقطة في هذا الملف.. لا شك أنه سيدفع العصابة للتفكير في سيناريوهات انتحارية مثلما يقع في السودان وروسيا.. ( لمَ لا ؟ pourqoui pas)
وإذا كان المثال السوداني تمخض على تقسيم السودان إلى شطرين على أساس جغرافي، ديني وعرقي.. والآن يتم الصراع ربما لتقسيم البلد لخلق سودان جغرافي ثالث، على أساس سياسي.. فإن الجزائر أيضا تشبه السودان إلى حد كبير؛ فهي مجزئة سياسيا وحقوقيا إلى جزائر الجنوب ذات المصادر الطاقية التي يعتمد عليها الاقتصاد الجزائري بنسبة 95% لكنها تعيش التهميش والفقر وغياب أدنى شروط العيش الكريم والبنيات التحتية ووو. وجزائر الشمال التي يعيش فيها 90% من الساكنة وبها كل المؤسسات المركزية الإدارية منها والسياسية.. كما أنها مجزئة عرقيا إلى أمازيغ وعرب، بينهم كثير من العنصريات والصراعات الثقافية والتاريخية، كما لم يكن بينها أي وحدة في شكل أمة قبل 1962.. كما أنها تاريخيا قامت بامتلاك أراض وساكنة منحها إياها الاستعمار الفرنسي : مناطق كانت تابعة إلى الصحراء الشرقية للمملكة الشريفة وأخرى إلى صحراء ليبيا وثالثة إلى صحراء تونس، فضلا عن مناطق الأزاواد.. وبالتالي آن الوقت لكل هذه الشعوب أن تطالب بالرجوع إلى أصولها ما قبل الاحتلال الفرنسي، أي إلى الحدود الحقة وليس إلى حدود الاستعمار..
إذا فالجزائر ليست بمنأى عن زلازل سياسية وكوارث إنسانية وحروب انقسام أهلية وهجرات ولاجئين بالملايين إلى دول الجوار.. فهي في الطريق الصحيح على النموذج السوداني واليمني.. العراقي والسوري.. الليبي وحتى الروسي..