تمغربيت:
الأمة المغربية لاتفرط في مدنها العتيقة
تعرف المملكة المغربية تطورا ملحوظا، وتسير عجلة التنمية الحضرية بشكل سريع.. إلاّ أن حفاظ المملكة المغربية على النكهة والبصمة المغربية، التي تميز مدننا عن باقي دول الجوار بل دول العالم، يبقى من أولويات دولة تفتخر بتاريخ يمتد لقرون وقرون.
المدن العتيقة قبلة السياح الأجانب
كلنا نلاحظ إهتمام السياح بالمدن العتيقة كما نقول بالدارجة “لمدينة لقديمة”، فلهذا المصطلح عمق تاريخي لاحدود له.. فلربما هذا المصطلح يفهمه السائح الأجنبي أكثر من بعض المغاربة.. فجمال المدينة لايكتمل إلاّ بعبق التاريخ الذي يمتزج بالحضارة ليعطي تلك الهوية الخاصة للأمم.
سنتطرق، من خلال هذه المقالة، لبعض معالم المدينة القديمة ودورها، فنرى بأن مدننا تحيط بها أسوار تعتبر من معالم التقدم والقوة، بحيث تحمي المدينة من غزوات العدو وتكون منها الإنطلاقة نحو الفتح.. كمدينة رباط الفتح “لوداية”، حيث تخترق هذه الأسوار أبواب مهيبة تفننت في نقوشها كل من السلالات التي تعاقبت على حكم أرض المغرب.. من المرابطين إلى الموحدين والمرينيين ثم السعديين وصولاً إلى العلويين.
إن “المدينة القديمة” لها دروبها الضيقة التي أينما نظرت تجد الحرفيين والتجار.. والسقايات الجميلة بالزليج المغربي التي تتوسط تلك الدروب.. فللسقايات تاريخ يعبر عن أصالة المدينة، بحيث تعتبر من مظاهر السخاء وعنصرا أساسيا ضمن النسيج العمراني للمدن المغربية العتيقة.. حيث كل مسافر أو عابر سبيل يمكنه أن يشرب منها ويروي عطشه، وينبهر بتلك المساجد العظيمة كالمسجد الاعظم بمدينة سلا، وباقي المدارس التي عرفت ازردهارها الأول على عهد الدولة المرينية.
“تمغربيت” كلمة واحدة تلخص 12 قرنا من التاريخ والوجود المادي والحضاري والتراثي
فلا يجب للمواطن المغربي أن ينسى أن “تمغربيت” الكلمة التي تلخص أكثر من 12 القرن من الوجود.. مرهونة بتاريخنا وكيفية تعاطينا مع أبسط الأمور التي تعودنا على وجودها والتي يفتقرها الكثير من دول الجوار.. حتى أصبح البعض يتمنى لو كان مغربيا.