تمغربيت :
عبد الصمد ناصر: وجه إعلامي عربي وازن
يعد عبد الصمد ناصر من أبرز الإعلاميين في المغرب.. ولد بالرباط سنة 1968، وحاصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1992. دشن أول تجربة له في مجال الإعلام سنة 1994 بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.. فاشتغل بدار البريهي لثلاث سنوات.. ليلتحق في ماي 1997 بالقناة الدولية “الجزيرة”، والتي لم يكن قد مرّ على تأسيسها أكثر من عام واحد (1996).. إلى أن أصبح وجها مشهورا في العالم العربي، فكان من روادها وممن ساهموا في شهرتها وإشعاعها.
قام ناصر بتنشيط عديد من البرامج عبر القناة مثل برنامج الشريعة والحياة وبرنامج لقاء خاص وبرنامج المشهد العراقي وبرنامج بين السطور إلخ.. وقد توج وفاز بجائزة الهيثم التي تمنحها الأمانة العامة لمجلس وحدة العالم العربي.
بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية
وعلى إثر الطرد التعسفي الذي استهدف الصحفي المغربي.. وجهّت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أصابع الاتهام لأيادٍ “جزائرية” بالوقوف وراء قرار قناة الجزيرة إنهاء مهام الإعلامي المغربي، عبد الصمد ناصر.. الذي قضى سنوات طويلة في هذه القناة قبل أن يتم إعلامه بتسريحه عن العمل، وهو القرار الذي وصفته النقابة بأنه قرار “تعسفي” لكونه جاء من طرف واحد.
وجاء في البلاغ أنه بعد نشر التغريدة، “اتصل به مدير الأخبار بقناة الجزيرة الجزائري الجنسية يطالبه بصيغة الأمر بحذف التغريدة. وكان جواب الزميل عبدالصمد بالرفض، لأن الأمر يتعلق بحرية التعبير في فضاء غير ملزم للقناة”.
وعلى إثر ذلك، تواصل النقابة، “اتصل به المدير العام للقناة، واستقبله بمكتبه، وطالبه بحذف التغريدة أو تعديلها على الأقل.. بما لا يفهم منه إساءة إلى الدولة الجزائرية، وأنه في حالة الرفض، سيكون مضطرا لاتخاذ إجراء إداري رادع”.
“لكن الزميل عبدالصمد ناصر تمسك برفض التجاوب مع الطلب.. والتأكيد على أن التغريدة تدخل في صميم ممارسة حرية التعبير في فضاء لا يعني قناة الجزيرة القطرية”
وأوضحت النقابة الوطنية في ذات البلاغ أنه “بعد وقت وجيز من هذه المقابلة أعلنت إدارة قناة الجزيرة عن قرار إنهاء التعاقد مع الزميل عبدالصمد ناصر من جانب واحد.. مما يعني طردا تعسفيا في حق زميل مارس حقه الطبيعي في التعبير عن رأيه خارج إطار وسيلة الإعلام التي يشتغل بها.”
الجزيرة والكيل بمكيالين
وفي ضوء وبناء على هذه المعطيات الدقيقة، التي تحرت النقابة بشأنها.. أكدت “بهذه المناسبة أن بعض الصحافيين العاملين في نفس القناة وفي قنوات رياضية تابعة لها.. لم يذخروا جهدا لمرات عديدة ومتكررة في اقتراف إساءات متعددة للدولة المغربية ولمؤسساتها.. بما في ذلك الإساءة إلى المؤسسة الملكية في بلادنا، لكن إدارة قناة الجزيرة القطرية لم تحرك ساكنا رغم الضجة الكبيرة التي رافقت ذلك”. كما أعلنت أيضا عن “تنديدها الصارخ واستنكارها الشديد بهذا القرار التعسفي” واتهمت القناة باستعمال أسلوب “الكيل بمكيالين”.
لوبي جزائري يتحكم بالقناة
ولمزيد من الشرح والتوضيح، قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن “الأمر يتعلق بوجود لوبي جزائري داخل القناة وخارجها يدير هذه اللعبة الدنيئة، وتأكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من وجود تدخلات وضغوطات تمارسها سفارة الجزائر بالدوحة لفرض توجه معين معادي لمصالح المغرب داخل القناة، وفيما تقدمه من محتويات إعلامية”.
تضامن واحتجاج
وأمام هذا الوضع، سجلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، “تضامنها المطلق واللامشروط مع الزميل عبد الصمد ناصر”، وأعلنت “أنها ستوجه مذكرة احتجاجية إلى إدارة القناة القطرية، وإلى مركز الحريات العامة وحقوق الانسان التابع لها، وإلى مركز الدوحة لحرية الإعلام واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، وأنها ستخاطب الفدرالية الدولية للصحافيين والاتحاد العام للصحافيين العرب”.
كما أعلنت في نفس السياق، “عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مكتب الجزيرة بالرباط في موعد قريب. مع دعوة جميع الصحافيين العاملين في قناة الجزيرة إلى تجسيد تضامنهم مع زميل لهم تعرض إلى الطرد التعسفي بسبب ممارسة حقه المشروع في التعبير عن رأيه.” معتبرة أن “قرار الطرد التعسفي الذي تعرض له الزميل عبدالصمد ناصر يمس بمصداقية قناة الجزيرة، ويفرغ شعاراتها المتعلقة بحرية التعبير والنشر وباستقلالية الصحافي والدفاع عن كرامته من محتواها، وتحولها إلى مجرد شعارات جوفاء”.